مزيدا من علو الهمة .... فكم ترك الأول للآخر

ـ[المحظري]ــــــــ[27 - عز وجلec-2010, مساء 02:07]ـ

ما قتل الهمم وأضعفها ما أضعفتها تلك المقولة

المقعدة:"ما ترك الأول للآخر شيئا"

وما شحذ الهمم وأنصفها ما أنصفتها تلك المقولة الخالدة:"كم ترك الأول للآخر"

وإذا كان جمع كبير من المقلدين المجترين لكلام من سبق دون تمحيص روجوا للمقولة الأولى،

فإن أعيانًا من المجددين حققوا المقولة الثانية قولا وعملا.

وقد شاع وذاع من ذلك الكثير الطيب كمقولة ابن مالك في مقدمة

التسهيل:"وإذا كانت العلوم منحا إلهية ومواهب اختصاصية فغير مستبعد أن

يدخر لبعض المتأخرين ما عجز عن إداركه بعض المتقدمين،نعوذ بالله من حسد يسد باب

الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف"

ومثلها مقولة أبي حيان النحوي في مقدمة تفسيره البحر المحيط:

(1/ 100) "وليس العلم على زمان مقصوراً، ولا في أهل زمان محصوراً، بل

جعله الله حيث شاء من البلاد، وبثه في التهائم والنجاد، وأبرزه أنواراً تتوسم، وأزهاراً تتنسم"

ومن أكثر هذه المقولات إقناعا وأقلها تداولا بين طلبة العلم على أهميتها وإشراقها

مقولة أبي الحجاج الأعلم الشنتمري في مقدمة كتابه النكت على كتاب سيبويه حيث

يقول1/ 152 - 153)

( .... ولعل عائبا يغيظه الجواب، فأكثر الناس ولاسيما أهل بلدنا،-وخاصة أهل زماننا-يعيبني لتأخر

زماني وخمول مكاني فقد قضى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: [رب مبلَّغ أوعى من سامع] أن

المتأخر قد يكون أفقه من المتقدم، والتالي يوجد أفهم من الماضي، والحكمة مقسَّمة على العباد لم

تؤثر بها الأزمنة، ولا خُصَّت بها الأمكنة بل هي باقية إلى يوم القيامة يؤتيها الله من يشاء من عباده.

والعلم ضالةٌ لا يُوجدُها إلا الطالب، وظهر لا يُركبه إلااستظهارالراغب، ودرجة لا يرتقيها إلا

الباحث المواظب، وإنما يتفاضل الناس بالاجتهاد والدؤوب وحسن الارتياد، ومن أدمن قرع الباب

فيوشك أن يدخل، ومن واصل السير فأحر به أن يصل.

_يتواصل إن شاء الله-

منقول

كتبة الشيخ: أبو حاتم الرازي

في منتدى شذرات شنقيطية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015