ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:25]ـ
عندما يقول تعالى في القرآن {يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين}.
وفي آية أخرى {قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها}.
وفي آية أخرى {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا}.
وكثير هي الآيات التي تنقل لنا أقوال وكلام وردود ومحاورات هي كلام الله نقلاً ولكنها من قول قائلها في الأصل. ولكن هل نقل الله لنا كلام القائلين كما هو أم لا؟ إن قلنا "نعم" ففيه إشكال لأنه سيصبح جزء من القرآن غير معجز لأنه سيكون مؤلف من قول غيره من المخلوقين. وإن قلنا "لا" ففيه إشكال لأن الدقة والضبط في النقل في الأهمية بما لا يخفى عليكم جميعا.
ما الجواب بارك الله فيّ وفيكم وسددني وإياكم لكل خير. سأدّخرُ جواباً [1] ريثما تدلون بما عندكم.
==============================
[1] سيتفرع عن جوابي فوائد أذكرها في حينها إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:09]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الشهري
أقول لك: هذا التساؤل والله قد سألته لأستاذي وأنا في المرحلة الإعداية ... ، حتى قال لي صديقي في (التختة): (سؤال ذكي):)
وها أنا ذا أجده ماثلا أمام عيني الآن ...
ايه ذكّرتنا بالذي مضى:)
وننتظر جوابكم، وأرجو أن يوافق جواب أستاذي الأول
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
من تعاريف القرآن أنه: كلام الله المنزل على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية المعجزة المؤيدة له المتحدى به الإنس والجن المكتوب في المصاحف المنقول إلينا بالتواتر.
فكونه كلام الله يخرج الحديث لأن المقصود ما أنزل لفظه ومعناه، وكونه على النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ما؟ أنزل على غيره من الأنبياء ثم هو عربي ولم ينزل كتاب سماوي بالعربية سواه ولذلك لا تعتبر ترجمته قرآنا
قال الله تعالى {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}
وما قص علينا القرآن من أخبار ووقائع جرى فيها الحوار على أساس من لغات أخرى غير العربية نقلها إلينا من لغاتها الأصلية بلسان عربي مبين و كذلك ما كان أصله بالعربية نقل إلينا القرآن معانيه لا ألفاظه وهذا من الإعجاز والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jun-2007, صباحاً 10:57]ـ
جزاكما الله خيرا على تفاعلكما الطيب.
يوجد في علم اللغة مستويان من الدلالة:
1 - الدلالة العميقة، ولها أسماء أخر (الدلالة اللاواعية، التركيب العميق)
2 - الدلالة السطحية، ولها أيضاً إطلاقات (الدلالة الواعية، التركيب السطحي)
القرآن – الذي تزداد عندي أناقة إعجازه يوماً بعد يوم – قد نقل إلينا كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات (الإنسان، الهدهد، النملة ... الخ) وقد ذكرتُ لكم الإشكال الذي يعتري هذا النقل في ظاهر الأمر. هذا يزول بفهم ثنائية الدلالة أعلاه. فالقرآن عندما ينقل لنا كلام الغير فإنه ينقله كما أراده المتكلِّم في قرارة نفسه، القرآن ينقل لنا "التركيب العميق" أو "الدلالة العميقة" للخبرة التي يريد أن يتكلم أو يتحدث بها المتحدث أو المتكلم. والسبب في ذلك هو أن التركيب السطحي أو الدلالة السطحية بطبعها تحتوي على أخطاء و قصور عن التعبير عن المعنى الحقيقي الذي يريده المتكلم في داخل نفسه. مثال: يحدث كثيراً أن الإنسان يغير من تعبيره في لغة التصنيف والكتابة عند كل مرة يراجع فيها ذلك والسبب هو أنه لم يقتنص الصياغة اللغوية التي تعبر عما في ضميره بالشكل الذي يطمئن إليه مع أن المعنى موجود في داخله ومع ذلك قد لايدري كيف يعبر عنه التعبير الذي يستخلص حقيقة ذلك المعنى ويطرحه أمام القاريء. مثال آخر: يحدث أيضاً انه يتحدث اثنان لبعضهما فيريد احدهما التحدث عن شيء ما إلا أنه قد لا يرضى بتعبيره الخاص فيقوم المستمع (المتحدث الآخر) باقتراح عبارة معينة للطرف الآخر عسى أن تكون معبرة عمّا يقصده، ثم ما إن تقرع هذه العبارة المقترحة (أو التصحيحية) أذن الطرف الآخر إلا وتجده يثب ويقفز مبتهجاً:"نعم ... نعم، أحسنت هذا بالفعل ما أردت قوله ... كانك تقرأ عقلي وتعرف ما في نفسي!! ".
كلام الله سبحانه وتعالى لا ينقل لنا بالضرورة كلام أو خطاب المخلوقين والمخلوقات كما هو وإنما ينقل لنا المعنى العميق الذي أراده المتحدث بلغة أحسن وأكمل من مراد المتكلم نفسه، فلا يضر حينئذٍ عدم نقل كلام الآخر بحروفه ما دام أنه قد نُقل بأحسن و أفضل مما كان، فائدة: أليس يصح وفاء من صلى في مسجد رسول الله أو المسجد الحرام مع أنه قد نذر أن يصلي في بيت المقدس. المبدأ: استغناءٌ بالأفضل عن الفاضل.
{تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}
{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
¥