وقال تعالى في سورة المائدة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [12] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn12)
أما من دخل النار من العصاة فإنهم يخرجون منها إذا تمت المدة التي كتب الله عليهم، إما بشفاعة الشفعاء وإما برحمة الله سبحانه وتعالى من دون شفاعة أحد كما جاء ذلك في أحاديث الشفاعة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيها أنه يبقى في النار أقوام لم يخرجوا بشفاعة الشفعاء فيخرجهم سبحانه منها بدون شفاعة أحد بل بمجرد رحمته سبحانه لكونهم ماتوا على التوحيد، وخلود من يخلد من العصاة في النار خلود مؤقت له نهاية، والعرب تسمي الإقامة الطويلة خلودا، كما قال بعض الشعراء يصف قوما: أقاموا فأخلدوا أي طولوا الإقامة، فلا يخلد في النار الخلود الدائم إلا أهلها وهم - الكفرة فتطبق عليهم ولا يخرجون منها كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ [13] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn13)، وقال سبحانه: إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [14] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftn14) نسأل الله العافية والسلامة.
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref1) سورة الفرقان الآية 68.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref2) سورة الفرقان الآية 69.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref3) سورة التوبة الآية 17.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref4) سورة الأنعام الآية 88.
[5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref5) سورة الزمر الآية 65.
[6] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref6) سورة المائدة الآية 37.
[7] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref7) سورة المائدة الآية 72.
[8] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref8) سورة النساء الآية 48.
[9] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref9) سورة النساء الآية 48.
[10] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref10) سورة الفرقان الآية 70.
[11] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref11) سورة البقرة الآية 167.
[12] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref12) سورة المائدة الآيتان 36 - 37.
[13] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref13) سورة البلد الآيتان 19 - 20.
[14] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/116#_ftnref14) سورة الهمزة الآيتان 8 - 9.
يتبع ..
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 02:16]ـ
معنى آية: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
قال تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ، فإذا كان الإنسان لديه القدرة على العيش في رغد فهل ينطبق عليه هذه الآية الكريمة. . وما معنى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؟
معنى الآية: إن الله أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعم الله، فيشكر الله قولا كما يشكره عملا، فالتحدث بالنعم كأن يقول المسلم: إننا بخير والحمد لله، وعندنا خير كثير، وعندنا نعم كثيرة، نشكر الله على ذلك.
لا يقول نحن ضعفاء، وليس عندنا شيء. . لا. بل يشكر الله ويتحدث بنعمه، ويقر بالخير الذي أعطاه الله، لا يتحدث بالتقتير كأن يقول: ليس عندنا مال ولا لباس. . ولا كذا ولا كذا لكن يتحدث بنعم الله، ويشكر ربه عز وجل. والله سبحانه إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثرها عليه في ملابسه وفي أكله وفي شربه، فلا يكون في مظهر الفقراء، والله قد أعطاه المال ووسع عليه، لا تكون ملابسه ولا مآكله كالفقراء، بل يظهر نعم الله في مأكله ومشربه وملبسه. ولكن لا يفهم من هذا الزيادة التي فيها الغلو، وفيها الإسراف والتبذير.
يتبع ..