وقد استمعت شريط للشيخ: فالح الحربي، في التحذير من الشعراوي، ولكن الملاحظ أنه لم ينقل من كتب الشعراوي شيء!!، وإنما اكتفى بذكر أخبار شخصية وفي النقد العلمي لايقبل مثل هذا، وتمنيت أنه نقل نقلاً علمياً حتى نستفيد.

والذي يقرأ في تفسير الشيخ رحمه الله يجده قليل الاهتمام بالقضايا العقدية –حتى مع أهيمتها- وقد يستخدم ذلك في الوعظ والدعوة دون البحث أو التأصيل العلمي، وإن ذكر شيئاً في ذلك فهو يتكلم بكلام مُلْبِس.

وأذكر شواهد على ذلك:

1. عند تفسيره لقوله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى .. } (الزمر3)، قال رحمه الله: لو قالوا لانذبح لهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى –مثلاً- لكان من الجائز أن يدخلوا في عبادة الله. أهـ.

أقول: فالذي يظهر من كلامه –والله أعلم- أن الشيخ غفر الله له لايعد الذبح من العبادة وهذا مخالف للنصوص الصريحة يقول الباري جل وعلى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام162).

2. عند تفسيره لقوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} (النساء117). لم يذكر معنى الدعاء في الآية، وإنما أسهب في ذكر القضايا اللغوية والبلاغية.

3. وعند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة35)، قال عفا الله عنه: (نقول لمن يكفر المتوسلين بالنبي أو الولي هو يعتقد أن له منزلة عند الله، وهل يعتقد أحد أحد أن الولي يجامله ليعطيه ماليس له عند الله؟ طبعاً لا). ثم قال: (والجماعة التي تقول: لايصح أن نتوسل بالنبي؛ لأن النبي انتقل إلى الرفيق الأعلى نقول لهم: انتظروا قليلاً وانتبهوا إلى ما قال سيدنا عمر رضون الله عليه: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امتنع المطر نتوسل برسول الله ونستسقي به ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم توسل بعمه العباس، وقالوا لو كان التوسل برسول الله جائز بعد انتقاله لما عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن التوسل بالنبي بعد انتقاله وذهب إلى التوسل بعم النبي ونسأل أقال عمر (كنا نتوسل بنبيك والآن نتوسل إليك بالعباس؟ أم قال: والآن نتوسل إليك بعم نبيك)؟

ولذلك فإن الذين يمنعون ذلك يوسعون الشقة على أنفسهم لأن التوسل لايكون بالنبي فقط ولكن التوسل أيضاً بن يمت بصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

أقول: عفا الله عن الشيخ: وهل جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالتحذير مما تدعو إليه يقول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (الأعراف194). وهل ماكان عليه كفار قريش من الغلو في الصالحين يختلف عن ماذكره الشيخ.

وأما استدلال الشيخ بقصة عمر رضي الله عنه فنقول:

1. أن هذا الحديث لو كان صحيحاً لكان حجة عليكم.

2. لو كان التوسل بالجاه جائزاً لما احتاج عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى العباس بل دعا الله بجاه نبيه ?.

3. إذا المقصود في الحديث ومعناه: أنا نتوسل إليك بدعاء نبيك فلما

مات توسلنا إليك بدعاء عمه؛ لذلك تجد أن العباس ـ رضي الله عنه ـ قام فدعا الله.

4. أن التوسل بطلب الدعاء الأحياء الصالحين الأحياء يختلف عن التوسل بالأموات، فالدعاء وردفيه نصوص يقول عليه السلام: (إن دعوة المسلم مستجابة لأخيه بظهر الغيب).

5. عرف عن الشيخ رحمه الله التساهل في قضية القبور داخل المساجد والجدل عنها فالكل يعرف أن الشيخ كان وزير للشئون الإسلامية وكان يلقي درسه داخل مساجد تنتشر فيه البدع والخرافات والغلو في الصالحين مثل الحسين والسيدة زينب، وقد ذهبت لهذه الأماكن وشاهدت ما يندى له جبين الموحد، وللأسف أن مثل الشيخ رحمه الله الذي كان من المفترض أن يكون له وقفة جادة ضد هذه البدع، أصبح على العكس من ذلك فقد بقي يرد ويدافع عن هذه البدع والله المستعان.

--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------

ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 04:29]ـ

الأخ سعود

نعم

عند بيان عقيدة فلان، يلزم التدرج، كما يلي:

أولا اعتماد المصادر المباشرة للمترجَم له، سواء من كتبه (ويجب تتبع تواريخ الطبعات لنقف على آخر الأمر)، أو من أحاديثه المسجلة (مع مراجعة التواريخ كما سبق)

ثانيا الوسائط في هذا الشأن مقبولة، والوسائط قد تكون على هيئة كتابات، أوروايات وحكايات، والمنهج الحديثي هنا هو المتّبع ...

أما أن نردّ كل حكاية ورواية بإطلاق دون النظر فيها وإعمال المنهج العلمي عليها

ونقول بأن ذِكر الأخبار الشخصية لا يتفق مع المنهج العلمي، فلا

نعم التدرّج في تناول المصادر مطلوب كما سبق

أما الاقتصار على أحد المصادر دون البعض، فلا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015