5 ـ إدغام لام بل في الذال روي عن الكسائي قراءته لقوله تعالى: ? لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ? (8).بإدغام اللام في الذال في هذا الحرف أينما وقع من القرآن. ويقرأ بعد الإدغام، وتقرأ بعد الإدغام (ومن يفعذَّلك).
هذا ما انفرد الكسائي في إدغامه، وقد وافق أبا عمرو بن العلاء في كل ما قرأه بالإدغام، ولكنه خالفه في ورد من إدغام تفرد به وحده، ولا داعي لتكرار ما وافق فيه أبا عمرو بن العلاء.
ــــــــــــ
(1) الأحقاف: 28.
(2) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(3) الرعد: 33 ..
(4) علم اللغة، السعران، ص155.
(5) الفتح: 12.
(6) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(7) القلم: 27.
(8) آل عمران: 28
(13)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ومما لا شك فيه أن الصوت الذي يكثر استعماله وتداوله، يكون أكثر تطورا من غيره من الحروف، وقد نادى بهذه النظرية: vilhelm thomsen ( طمسون) (1).
وهو ما ذهب إليه الفراء الذي سبقه في ذلك بعدة قرون عديدة، حيث يرى أن الكلمة قد يحذف بعض حروفها في الرسم، ونسب الفراء هذا الحذف ألى كثر استعمال الكلمة وتداولها وذلك في قوله ((ألا ترى أنك تقول (بسم الله الرحمن الرحيم) عند ابتداء كل فعل تأخذ فيه)) (2).
فالفراء يعلل لحذف الألف من (بسم الله الرحمن الرحيم) وعدم حذفها من (باسم ربك) لأنها لا تلزم هذا الاسم ولا تكثر معه، ككثرتها مع لفظ الجلالة (الله) عزوجل.
ــــــــــــ
(1) ينظر الأصوات اللغوية، إبراهيم أنيس ط6، القاهرة، 1981، ص172
(2) معاني القرآن، الفراء، ط2، عالم الكتب، بيروت،لبنان، 1980، 1/ 2
تبيين لام المعرفة
ينتج صوت اللام نتيجة ارتكاز ذلق اللسان على اللثة بحيث يسمح بتسرب الهواء من احد جانبي الفم مصحوبا بدوي في الحنجرة بسبب اضطراب الحبليين الصوتيين فهو صوت جانبي منحرف (1). وقد أبان الكسائي لام المعرفة عند جميع الحروف إلا عند اللام والراء والنون.
وورد عن السيرافي أن الفراء حكى عن الكسائي أنه ((سمع العرب تبين لام المعرفة عند كل الحروف إلا عند اللام مثلها أو الراء أو النون)) (2).
وقد مثل الكسائي لذلك بقوله: ((قال بعضهم الصامت)) (3). وقد نفى الفراء صحة هذا القول، حيث قال ((ولم أسمعها عن العرب)) (4).
ويرى السيرافي أن الذي حكاه سيبويه، لم يحكه أيضا البصريون، ويوضح السيرافي رأيه في هذه العبارة بقوله: ((إذا كان اللام غير لام المعرفة، لم يلزم إدغامها في الحروف التي تدغم فيها لام المعرفة)) (5).
ولام المعرفة تدغم في ثلاثة عشر حرفا هي: (النون والراء والدال والتاء والصاد والطاء والزاي والسين والظاء والثاء والذال والضاد والشين) (6).
وقد أدغم الكسائي اللام في اللام ومن ذلك:
1 ـ إدغام اللام في اللام يعتبر صوت اللام من الصوامت " المنحرفة " وتتكون هذه الصوامت بوضع عقبة في وسط المجرى الهوائي مع ترك منفذ للهواء عن طريق أحد جانبي العقبة أو عن جانبيها، ومن هنا كانت تسميتها بالمنحرفة أو الجانبية (7).
وقد قرأ الكسائي قوله تعالى: ?وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ? (8) بإدغام اللام في اللام، وتقرأ بعد الإدغام (قِيْلَّهُم).
وذكر السيرافي أن ((أبا عمرو كان يدغمها في مثلها ساكنا ما قبلها أو متحركا)) (9)
وقد قرأ الكسائي بإدغام اللام في اللام في قوله تعالى: ? فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا? (10). وتقرأ بعد الإدغام: (فقالَّهم).
¥