أنشده سيبويه لمزاحم العقيلي: فَدَعْ ذا ولكن هتُّعين متيَّما على ضوء برق آخر الليل ناصب (1).
فاصل الكلمة (هل تعين) لكن الشاعر نطقها بالإدغام، وهذا البيت لشاعر من بني عقيل، وهم ةمكن القبائل البدوية الضاربة في صحراء نجد، والتي كانت على صلة قوية بالقبائل المدغمة كتميم وأسد، اللتان تؤثران الإدغام.
2 ـ إدغام لام هل وبل في الثاء قرأ الكسائي قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (2) بإدغام لام هل في الثاء (هل ثوب)، وتقرأ بعد الإدغام (هثَّوب). وهذه القراءة تفرد بها الكسائي، قال السيرافي ((واتفق حمزة والكسائي على إدغام لام هل وبل في التاء والثاء والسين في جميع القرآن)) (3).
3 ـ إدغام لام هل وبل في السين قرأ الكسائي قوله تعالى: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (4). بإدغام لام بل في السين، لأن اللام والسين متقاربان في المخرج، ففي اللام ينحرف اللسان مع الصوت، وفي السين يعتمد طرف اللسان على اللثة، ويرتفع وسط اللسان نحو الحنك الأعلى، حيث لا يتذبذب الوتران الصوتيان، ومن هنا هنا حدث إدغام اللام في السين (5)، وتقرأ بعد الإدغام (بسَّولت).
4 ـ إدغام لام هل وبل في الطاء والضاد والزاي والظاء والنون
قرأ الكسائي بإدغام لام هل وبل في الطاء والضاد والزاي والظاء والنون، وهو ما تفرد به وحده على ما ذكره السيرافي (6).
أ ـ إدغام لام بل في الطاء قرأ الكسائي وحده قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} (7). بإدغام اللام في الطاء (بَلْ طَبَعَ)، وذلك لقرب مخرج اللام من مخرج الطاء. وتقرأ بعد الإدغام (بطَّبع).
ب ـ إدغام لام بل في الضاد أدغم الكسائي لام بل في الضاد في قوله تعالى: {فلولا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن
ــــــــــــ
(1) ورد هذا البيت في كتاب سيبويه 4/ 459، وهو لمزاحم العقيلي.
(2) المطففين: 36
(3) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(4) يوسف: 18
(5) علم اللغة، السعران، ص175
(6) إدغام القراء، السيرافي، ص52.
(7) النساء: 155.
(13)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (1). بإدغام اللام في الضاد (بَلْ ضَلُّوا) (2). لقرب المخرجين، وتقرأ بعد الإدغام (بضَّلوا).
جـ ـ إدغام لام بل في الزاي قرأ الكسائي قول الله عز وجل: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (3)
أدغم الكسائي لام بل في الزاي في قوله تعالى: (بَلْ زُيِّنَ)، والزاي هو ((النظير المجهور للسين، فهو صامت مجهور لثوي احتكاكي)) (4). فاللام والزاي من الأصوات المتقاربه في المخرج، وهذا يوجب إدغامهما في بعضهما، وهو مذهب الكسائي، وذلك للاقتصاد في الجهد العضلي. وتقرأ بعد الإدغام (بزَّين للذين كفروا).
د ـ إدغام للام بل في الظاء قرأ الكسائي قوله تعالى: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُورا} (5). بإدغام اللام في الظاء (6)، فاللام والظاء متقاربان في المخرج، وهذا يجيز إدغامهما وتقرأ بعد الإدغام (بظَّننتم)، وهو مذهب الكسائي.
هـ ـ إدغام لام بل في النون قرأ الكسائي قوله تعالى: ? بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ? (7). بإدغام اللام في النون وتقرأ بعد الإدغام (بنَّتبع). وهما متقاربان في المخرج، وهذا يجيز إدغامهما، وهو مذهب الكسائي.
¥