أما سنة 188هـ. فقد انفرد بذكرها أبو فرج الأصفهاني، إذ يقول: (مات إبراهيم الموصلي سنة ثمان وثمانين ومائة، ومات في ذلك اليوم الكسائي النحوي) (8). أما سنة 192هـ. فأول من ذكرها هو ياقوت_وليس عند أحد ممن تقدمه ولكنها ذكرت عند المتأخرين منهم السيوطي والداودي، وطاش كبرى زاده ويبقى أمامنا بعد ذلك السنوات (182 - 183 - 189) هـ وإن الباحث يقف حائراً تمام الحيرة، أمام هذه

ــــــــــــ

(1) معجم الأدباء، ياقوت الحموي، ص13/ 176.

(2) ماتلحن فيه العامة، ص295

(3) المصدر نفسه، ص295

(4) المصدر نفسه، ص295

(5) المصدر نفسه، ص52

(6) المصدر نفسه، ص52.

(7) المصدر نفسه، ص52.

(8) المصدر نفسه، ص52.

(1)

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

السنوات وأيهما يرجح، إلا أن كل المصادر التي بين أيدينا تقريباً، تذكر سنتي 182هـ - 183هـ (1).

أقدم المصادر التي ذكرت سنتي 182 - 183هـ هو تاريخ بغداد، وهناك مصادر أقدم منه ذكرت سنة 189هـ، ولم تشير إلى سنتي 182 - 183هـ أن الكسائي مات في طوس، وأن الرشيد خرج إلى طوس في أول رحلته، وأقام بها زمن يسيراً ثم خرج منها إلى الري، فقالت بعض المصادر أنه مات هناك (9).

ــــــــــــ

(1) ما تلحن فيه العامة، ص25

(12)

الإدغام عند الكسائي لقد تفرد الكسائي في إدغام بعض الحروف في بعضها، وهو قليل ونادر عند اللغويين والنحويين، واعتبروه ضعيفا، وكره البصريون القراءة به، ولكن الكسائي تفرد به في القراءة ومن ذلك:

1ـ إدغام الفاء في الباء

تفرد الكسائي وحده بإدغام الفاء في الباء وذلك في قول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} (1)

لأن أقرب المخارج إلى مخرج الباء هو حرف الفاء، والإدغام فيهما ضعيف وتقرأ بعد الإدغام (نخسبِّهم)، ولم يدغم أبو عمرو بن العلاء ذلك.

وذكر السيرافي ((أن ما روي عن الكسائي من إدغامها في الباء ضعيف وشاذ وهو شيء تفرد به الكسائي)) (2). والعلة في الإدغام عند الكسائي ما أشار إليه ابن خالويه بقوله: ((واتفق على إظهار الفاء عند الباء في قوله: (نَخْسِفْ بِهِمُ)، إلا ما قرأه الكسائي، وحجته أن مخرج الباء من الشفتين، ومخرج الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا، فاتفقا في المخرج للمقاربة، إلا أن في الفاء تفشيا يبطل الإدغام، أما إدغام الباء في الفاء فصواب)) (3).

إدغام لام هل وبل عند الكسائي تعرضت كتب القراءات القرآنية للحديث عن إدغام لام (هل) ولام (بل) في حروف الهجاء، وقد أدغم القراء لام هل وبل في بعض الحروف، وانفرد الكسائي في إدغام اللام من هل وبل في بعض الحروف ومن ذلك: إدغام لام (هل) و (بل) في: التاء والثاء والسين في جميع القرآن (4).

1 ـ إدغام لام هل وبل في التاء انفرد الكسائي بإدغام لام (هل) و (بل) في التاء، وهذا جائز، لأن العلاقة واضحة بين اللام والتاء، لأن مخرج اللام قريب من مخرجها، ومن ذلك قوله تعالى {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (5). وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} (6)

فقد قرأ الكسائي (بتُّؤثرون)، (هتّنقمون) بإدغام لا هل في التاء.

ومن الواضح أن الذين أدعموا ذلك هما حمزة (7) والكسائي، وهما كوفيان والكوفة متأثرة بالقبائل التي سكنت شرق الجزيرة العربية وهي: تميم وأسد، ثم إن الكسائي كان مولى لبني أسد، تلك القبيلة التي آثرت الإدغام، وقد ورد الإدغام فيما

ــــــــــــ

(1) سبأ: 9

(2) إدغام القراء، السيرافي، ص9

(3) الحجة في القراءات السبع، ابن خالويه، تح د. عبدالعال سالم مكرم، ط4، دار الشروق، بيروت، لبنان 1981، ص 292

(4) إدغام القراء، السيرافي، ص9

(5) الأعلى: 16

(6) المائدة: 59.

(7) هو حمزة بن حبيب الزيات، أحد القراء السبعة، وقاريء أهل الكوفة، وشيخ الكسائي. ينظر غاية النهاية ابن الجزري، 1/ 123

(13)

ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015