فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا، قال:- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي، من شان يختبره في عقيدته، قال:- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوي)) ايش المعنى؟، قال:- استوي بمعنى استولى!!، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناشق الشيخ فكبر ذلك على الشيخ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤال حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا أن شاء الله، فقال له:- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله؟ فقال:- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله؟

الله في كل مكان، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول، هذه قصة وقعت.

الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوي)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان، قول للسلف وقول للخلف

السلف يقولوا:- ((الرحمن على العرش استوي)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود " سبحان ربي الأعلى " تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى))

القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوي)) أي استولى، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبه بين الله وبين غيره، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه، فهل يقول هذا مسلم؟.

((الرحمن على العرش على استوي)) فسرها بمعنى استولى، فمن كان مستولي عليه من قبل؟، أخالق مع الله؟، حاشا لله تبارك وتعالى

ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله؟، انتفض وقال:- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوي، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس، لاشك أنه أحد رجلين، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به، وكما يقال " أحلاهما مر " يعنى إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح.

الآن أرجو الانتباه! هي قصة طويلة، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه معاوية بن الحكم السلمي، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:- يا رسول الله، لي جاريه ترعى غنماً لي في أحد في المدينة، فسطا الذئب يوماً على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فصككتها صكه، يعني صفعها على خدها، وعلي يا رسول الله عتق رقبة، يستفسر ويستوضح، هل يجدي عنه أن يعتق هذه الجارية التي ضربها بغير حق؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكه، كما قال هو، فقال له عليه السلام:- ائتني بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام:- أين الله؟، هنا الشاهد، قالت:- في السماء

قال:- فمن أنا؟، قالت:- أنت رسول الله، فالتفت إلى سيدها فقال له:- اعتقها فإنها مؤمنة.

إذاً من قال أين الله؟، رسول الله وإجابة الجارية أنه في السماء،

الشعراوي و أمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون أن الله في السماء مع إن كل مسلم يقرأ في سورة تبارك، سورة الملك: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} (الملك16)، الجارية من حيث الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله بأنها مؤمنة، وبناء على ذلك قال لسيدها اعتقها فأنها مؤمنة، شهدت بأن الله في السماء أي عالياً وليس كما يقول كثيراً من أمثال الشعراوي وغيره، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس، بيكون واحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت شو بيقول:- الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود، (هذا كفر) لكن الناس كما قال تعالى ((لكن أكثر الناس لا يعلمون))، لماذا كفر، لأنه مخالف لما سبق أن

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015