ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 04:44]ـ

الفصل الثاني: الاهتمام باللغة.

اللغة العربية نزل بها القرآن الكريم وخاطب أهلها يقول جل وعلى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (الشعراء195).

والملاحِظ والمتتبع لتفسير الشعراوي رحمه الله يلاحظ اهتمامه باللغة العربية وبيان معنى الألفاظ التي يورد تفسيرها، وكثيراً ما تجده يحلل معني الألفاظ ليستخرج منها المعنى الذي يرى أن الآية تدل عليه، وقد يتعمق أكثر من ذلك فيستطرد في بحث قضايا نحوية وبلاغية، ومن ذلك عند قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة25)، قال رحمه الله: (معنى الفاسقين هم الذين خرجوا من الإيمان .. كما تفسق الرطبة .. فالبلحة عندما تترطب فإن قشرتها تتسع على حجمها فتخرج الرطبة من قشرتها؛ فيقال فسقت الرطبة .. فكأن الإيمان كالجلد، والجلد كالقشرة، إنه غلاف يحيط بالإنسان .. ).

• ومن ذلك تجده رحمه الله كثيراً ما يستشهد بالشعر فعند قوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} (النساء117)، قال رحمه الله: فالإناث في عرف العرب لا تستطيع النصر أو الدفاع، ولذلك يقول الشاعر:

وما أدرى ولست أخال أدرى** أقوم آل حصن أم نساء

• ويورد من المسائل اللغوية ماله أثر في التفسير عند قوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (المائدة30)، فقال رحمه الله: (ولا يقال: طوعت الشيء إلا إذا كان متأبياً على الفعل، فلا تقل طوّعت الماء، إنما تقول طوّعت الحديد).

--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------

ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 04:34]ـ

الفصل الثالث: القضايا العقدية.

الشيخ رحمه الله تأثر جداً بمن سبقه مثل: محمد عبده وسيد قطب والبنا ومحمد رشيد رضا وغيرهم؛ فهو يكثر الحوار العقلي من جهة والإسهاب والإطالة من جهة أخرى. وسنذكر بعض التفصيل في ذلك.

أولاً: الربوبية.

كما ذكرنا أن الشيخ رحمه الله يكثر من الحوار العقلي، فهو كثير ما يركز على بيان أن الله وحده خالق كل شيء وأنه يرسل الرسل ليخبرونا عن قدرة الله تعالى، وأن العقل مهما ارتقى لا يستطيع أن يصل إلى ما وراء هذا الكون، وأنه على مر الأزمان لم يأتِ من يقول أنه الله الخالق. بل له كتاب اسمه الأدلة الكونية على وجود الله.

--------------وللحديث بقية إن شاء الله-----------

ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[23 - Jun-2007, مساء 07:56]ـ

ثانياً: الأسماء والصفات.

اتهم بعض أهل العلم الشيخ رحمه الله أنه أشعري ومن أولئك الإمام/محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله فقد سأله شخص عن عقيدته وعن الاستفادة من دروسه؟

فأجاب رحمه الله: (الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري. أنا أقول بارك الله فيك، فأفترض أنك أحد رجلين، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة، فكلامه أخاذ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك، ثم ينشر ذلك في التلفاز، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف108)، فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشئ من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأنه ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول ساهر غره القمر) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به، وصاروا وين ما راح يتبعوه، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخرة ...

قلت له:- جيد، هل اختبرته من حيث عقيدته؟، قال:- لا!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015