ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 10:45]ـ
أحسن الله تعالى إليكم وبارك فيكم،،
هل هذا الكلام يصلح لجواز ترتيل القرآن الكريم في مواضع الإستشهاد والخطب وغير ذلك؟
إن لفظ: (القراءة) تأتي للقراءة وتأتي للترتيل وهي أعم من لفظ: (التلاوة)، وإن التلاوة لا تأتي إلا بالهيئة المعروفة من ترتيل القرآن الكريم، المتعبد بتلاوته، قال الله عز وجل: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}، وقول الله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ}، وقول الله عز وجل: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}، وقول الله عز وجل: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ}.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة بأنه كان يتلوا القرآن الكريم عند استشهاده صلى الله عليه وسلم بالآيات منها:
(1) قال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها. وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها. وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم تلا صلى الله عليه وسلم: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير. [31 - سورة لقمان، آية 34]. البخاري.
(2) خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقرأ ص، فلما مر بالسجدة، نزل فسجد، وسجدنا، وقرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود، فلما رآنا، قال: إنما هي توبة نبي ولكن أراكم قد استعددتم للسجود، فنزل فسجد وسجدنا. (صحيح ابن خزيمة).
(3) ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم. يخطب بها كل جمعة. قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا. (صحيح مسلم)
وفي الأحاديث التالية إن شاء الله تعالى: بيان استخدام لفظ: (تلا) عند ترتيل القرآن الكريم:
* بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ من منامه أتى طهوره فأخذ سواكه فاستاك ثم تلا هذه الآيات {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها ثم توضأ فأتى مصلاه فصلى ركعتين ثم رجع إلى فراشه فنام ما شاء الله ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك ثم رجع إلى فراشه فنام ثم استيقظ ففعل مثل ذلك كل ذلك يستاك ويصلي ركعتين ثم أوتر (صححه الألباني).
*أن ابن عباس حدثه؛ أنه بات عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل. فخرج فنظر في السماء. ثم تلا هذه الآية من آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار، حتى بلغ، فقنا عذاب النار} [3 / آل عمران / الآيتان 190 و 191] ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ. ثم قام فصلى. ثم اضطجع. ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية. ثم رجع فتسوك فتوضأ. ثم قام فصلى. (صحيح مسلم)
وعن الصحابة رضي الله عنهم:
(1) عما حضر ربيعة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد، وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة، قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: يا أيها الناس، إنا نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر رضي الله عنه. وزاد نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. (البخاري)
(2) أنه سأل ابن عباس: أفي {ص} سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا: {ووهبنا له إسحق ويعقوب - إلى قوله - فبهداهم اقتده}. (البخاري).
(3) أن مروان قال: اذهب. يا رافع! (لبوابه) إلى ابن عباس فقل: لئن كان كل امرئ منا فرح بما أتى، وأحب أن يحمد بما لم يفعل، معذبا، لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: ما لكم ولهذه الآية؟ إنما أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب. ثم تلا ابن عباس: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا يكتمونه} [3 / آل عمران / 187] هذه الآية. وتلا ابن عباس: {لا يحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} [3 / آل عمران / 188]. وقال ابن عباس: سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه. وأخبروه بغيره. فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه. واستحمدوا بذلك إليه. وفرحوا بما أتوا، من كتمانهم إياه، ما سألهم عنه. (صحيح مسلم)
فهل من هذه الأحاديث: يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتل القرآن الكريم في مواضع الإستشهاد بالآيات البينات؟ وأن الصحابة رضي الله عنهم فعلوا ذلك أيضًا؟
أرجوا من الأخوة الأفاضل الأكارم ممن آتاه الله عز وجل علم أو اطلاع على هذا الأمر، أن يحتسب الأجر عند الله عز وجل بتبيين وتوضيح هذا الأمر لنا، ونسأل الله العظيم لي ولكم التوفيق والسداد، وجزاكم الله عنا كل خير.
¥