و هذا قيل به حتى في الشعر: فاللحن بالطبع يسمى إنشاداً، و اللحن المأخوذ من علم الموسيقى يسمى غناء حتى لو لم يكن معه آله، و هو ما يحصل اليوم في تلحين الشعر بالمقامات الغنائية

و هو السبب الذي حرم بعض العلماء لأجله الإستماع إلى قناة شدا و من مشايخنا الذين أفتوا بأن الشعر الملحن حرام الشيخ ابن جبرين حفظه الله

ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 06:47]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ في جامع المسائل: (الحمد لله. الناس مأمورون أن يقرأوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرأه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول.

وقد تنازع الناس في قراءة الألحان، منهم من كرهها مطلقا بل حرمها، ومنهم من رخص فيها، وأعدل الأقوال فيها أنها إن كانت موافقة لقراءة السلف كانت مشروعة، وإن كانت من البدع المذمومة نهي عنها، والسلف كانوا يحسنون القرآن بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود). وقال لأبي موسى الأشعري: (مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك)، فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا. أي لحسنته تحسينا. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم). وقال: (لله أشد أذنا إلى رجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته). وقال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن).

وتفسيره عن الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسين الصوت به. وقد فسره ابن عيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به. فإذا حسن الرجل صوته بالقرآن كما كان يفعل السلف _ مثل أبي موسى الأشعري وغيره_ فهذا حسن.

وأما ما أحدث بعدهم من تكلف القراءة على ألحان الغناء فهذا ينهى عنه عند جمهور العلماء، لأنه بدعة، ولأن ذلك فيه تشبيه القرآن بالغناء، ولأن ذلك يورث أن يبقى قلب القارئ مصروفا إلى وزن اللفظ بميزان الغناء، لا يتدبره ولا يعقله، وأن يبقى المستمعون يصغون إليه لأجل الصوت الملحن كما يصغي إلى الغناء، لا لأجل استماع القرآن وفهمه وتدبره والانتفاع به ... )

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_ في مجموعة الفتاوى (وحيث أطلق الفقهاء اسم [الكلام] على حرفين فصاعدًا في [باب الصلاة]، فإنما غرضهم ما يبطل الصلاة، سواء كان مفيدًا أو غير مفيد، وموضوعا، أو مهملا، حتى لو صوت تصويتًا طويلا، ولحن لحون الغناء أبطل الصلاة، وإن لم يكن ذلك في اللغة كلامًا.)

وقال أيضا في مجموعة الفتاوى (وعن الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن القراءة: فقال يحسنه بصوته من غير تكلف. وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن القراءة بالألحان؟ فقال: كل شيء محدث؛ فإنه لا يعجبني، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه ... (وقال ابن القيم _رحمه الله_ في زاد المعاد (فقالت طائفة: تكره قراءة الالحان، وممن نص على ذلك احمد ومالكٌ وغيرهما، فقال احمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الالحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالالحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الالحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والاثرم، وابراهيم بن الحارث: القراءةُ بالالحان لا تُعجبني الا ان يكون ذلك حُزناً، فيقرا بحزن مثلَ صوت ابي موسى، وقال في رواية صالح: (زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِاصْوَاتِكُم)، معناه: ان يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: (ما اذِن اللّه لشيء كاذَنِهِ لنبي حسن الصوت ان يتغنَّى بالقران) وفي رواية قوله: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْانِ)، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فانكر ابو عبد اللّه ان يكون على معنى الالحان، وانكر الاحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الالحان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015