وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدى الأنصارى المدنى، قال عنه أبو حاتم الرازي والبخاري: منكر الحديث، و قال النسائى: ليس بثقة متروك الحديث، و قال ابن حبان: ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه فلما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به، و قال أبو نعيم الأصبهانى: روى عن آبائه أحاديث منكرة، لا شيء. وقال الذهبي في الكاشف واهٍ.
وله متابعه عند الطبراني (6/ 121/ رقم 5699) من طريق أخو عبد المهيمن واسمه أُبَّي بن عباس بن سهل قال الذهبي في الكاشف ضعفوه قال أحمد منكر الحديث وقال يحيى بن معين ضعيف، وقال البخاري والنسائي ليس بالقوي وقال ابن حجر في التلخيص "وقال إذنه لا يتابع على شيء من أحاديثه" وضعفه الدارقطني في (الإلزامات والتتبع) وقال الزيلعي في نصب الراية وحديث عبد المهيمن (أي الضعيف جداً) أشبه بالصواب (أي أن حديث عبد المهيمن أرحج وذكر أخيه أُبَّي خطأ) وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 509) عبد المهيمن هذا متروك وقد رواه الطبراني من رواية أخيه أبي بن عباس ولكن في ذلك نظر وإنما يعرف من رواية عبد المهيمن.
فهذا حديث واهٍ ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
6 - حديث أنس بن مالك رضى الله عنه
قال ابن حجر في التلخيص (1/ 75) وأما حديث أنس فرواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي عن أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بلفظ لا إيمان لمن لم يؤمن بي ولا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يسم الله وعبد الملك شديد الضعف ا. هـ
قلت فيه عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن مروان الأندلسي قال عنه ابن الفرضي: لم يكن له علم بالحديث و لا يعرف صحيحه من سقيمه، و قال أبو محمد بن حزم: روايته ساقطة مطرحة، و قال أبو بكر بن أبى شيبة: ضعفه غير واحد، و بعضهم اتهمه بالكذب، و فى " تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفى " توهينه، فإنه كان صحفيا لا يدرى ما الحديث، قال ابن وضاح: لم يسمع من أسد بن موسى.
قلت فهذا ضعيف جداً للضعف الشديد في عبد الملك بن حبيب والانقطاع بينه وبين أسد بن موسى فلا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
7 - حديث أخر لأنس بن مالك رضى الله عنه
أخرجه أحمد 3/ 165/ رقم 12717 والنسائي 1/ 61/ رقم 78 وابن خزيمة 1/ 74/ رقم 144 وابن حبان 14/ 482/ رقم 6544 وأبو يعلى 5/ 379/ رقم 3037 و في جامع معمر بن راشد 11/ 276 والدارقطني 1/ 50/ رقم 218 والبيهقي في الكبرى 1/ 43/ رقم 191 وابن عبد البر في التمهيد 1/ 219 والأصبهاني في دلائل النبوة 1/ 211 رقم 293
من طرق عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ وَقَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ طَلَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَاءٌ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ وَيَقُولُ تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ قَالَ ثَابِتٌ قُلْتُ لأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ قَالَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ
قلت هذا الحديث فيه علل منها:-
أولاً: رواية معمر عن ثابت ضعيفة قال يحيى بن معين: معمر عن ثابت ضعيف، وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت و عاصم بن أبى النجود و هشام بن عروة و هذا الضرب مضطرب كثير الأوهام، وقال على بن المديني في العلل: وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة إذاً فطريق معمر عن ثابت عن أنس بزيادة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) ساقطة ومما يؤكد سقوطها وضعفها أن الثقات الأثبات خالفوا معمر فرووه عن ثابت عن أنس بدون جملة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) منهم حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة القيسي وحماد بن سلمة.
ثانياً: رواه معمر عن قتادة وزاد فيه جملة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) وخالفه الثقات الأثبات مثل شعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة وهشام بن يحيى بن دينار فرووه بدون الزيادة
ثالثا: قتادة هو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعن
رابعاً: روى هذا الحديث عن أنس بدون زيادة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) الثقات الأثبات منهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وحميد بن أبي حميد الطويل والحسن البصري ومحمد بن كعب
¥