قلت وبالله التوفيق هذا لا يعني الحسن أو الصحيح الاصطلاحي وإنما يعني أنه أحسن من غيره في حال المقارنة وإن كان في نفسه ضعيفاً أو شديد الضعف قال الزيلعي في نصب الراية (2/ 217) قال ابن القطان في كتابه هذا ليس بصريح ... فقوله هو أصح شيء في الباب يعنى أشبه ما في الباب وأقل ضعفا. وقال النووي في الأذكار لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن كان ضعيفا ومرادهم أرجحه أو أقله ضعفا. قلت ومما يؤيد هذا المعنى أن الإمام أحمد في إحدى الروايات قال لا أعلم فيه حديثا صحيحا أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح (أي بالنسبة لغيره) ولقد قال المروزي لم يصححه أحمد وقال ربيح ليس بالمعروف وليس الخبر بصحيح وقال البخاري عن ربيح بن عبد الرحمن منكر الحديث.

أما الحديث الثاني قال البخاري في رباح بن عبد الرحمن بن حويطب في حديثه نظر، وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 74 - 75) قال البزار فالخبر من جهة النقل لا يثبت.

فإذا تبين الضعف الشديد في الحديثين السابقين وهما عند الأئمة أقل ضعفاً من غيرهما فكيف الحال في الأحاديث التي هي أشد ضعفاً منهما وها نحن نبين بحول الملك العلام حال بقية الأحاديث وما فيها من الضعف الشديد جداً إلى حد الترك أو أكثر من ذلك. والله المستعان

3 - حديث أبي بكر الصديق رضى الله عنه

قال ابن أبي شيبة (1/ 12/ رقم 17) حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن حسين بن عمارة عن أبي بكر قال إذا توضأ العبد فذكر اسم الله في وضوئه طهر جسده كله وإذا توضأ ولم يذكر اسم الله لم يطهر إلا ما أصابه الماء وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير (1/ 76) وقال قال أبو عبيد في كتاب الطهور سمعت من خلف بن خليفة حديثا يحدثه بإسناده إلى أبي بكر الصديق فلا أجدني أحفظه وهذا مع إعضاله موقوف0انتهى كلامه

قلت فيه ليث بن أبى سليم بن زنيم القرشي قال عنه ابن حجر في التقريب (1/ 464/ ترجمة رقم 5685) صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك، قال ابن حبان في المجروحين (2/ 231/ ترجمة رقم 906) كان من العباد ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم كل ذلك كان منه في اختلاطه تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ا. هـ

قلت فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم

4 - حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه

قال ابن عدي في الكامل (5/ 243 / ترجمة رقم 1389) حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار ثنا الحسن بن محمد بن أبي عاصم ثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه وبهذا الإسناد أحاديث حدثناه بن مهدي ليست بمستقيمة

قال ابن حبان في المجروحين (2/ 121 / ترجمة رقم 711) عيسى بن عبد الله يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطيء حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت وكذا نقله عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/ 240 / ترجمة رقم 2651) وقال قال الدارقطني عيسى هذا يقال له مبارك وهو متروك الحديث وكذا قال الذهبي في الميزان (5/ 380/ ترجمة رقم 6584) وأقره ابن حجر في اللسان (4/ 399/ ترجمة رقم 1217) وقال أبو نعيم في الضعفاء (1/ 122/ ترجمة رقم 175) روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء.

قلت فهذا حديث متروك شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم

5 - حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضى الله عنه

قال ابن ماجه (1/ 140 رقم 400) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ ورواه الحاكم (1/ 402/ رقم 992) والبيهقي (2/ 379/ رقم 3781)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015