أخي الفاضل أنت عندما تقرأ كتب القوم ترى النقيصة التي أشرت إليها وبينت معناها،لائحة طافحة من بين ثنايا السطور، وهذا لا يخفى على من كان له اعتناء بهذا العلم، ولا عجب فإن الألباني عندهم متأخر،بل ليس هناك متأخر غيره كما سأبين إن شاء الله،فالألباني مخالف لمنهج المتقدمين عندهم،مما يدفعهم من التحذير من كتبه كـ (السلسلة الصحيحة وغيرها .. ) .. ،
وسأبين خطر هذه التهمة التي لفقت للألباني رحمه الله:
-ان الألباني سار على نهج لم يكن عند المتقدمين -وهم الذين شيدوا هذا العلم-.
-الألباني أتى بمنهج جديد.
-عدم الاعتماد على كتبه،لأنها مبنية على نهج مخالف لنهج المتقدمين.
بعبارة أخرى كتب الألباني كلها مطرحة لأنه لم يتبع نهج القويم في التصحيح والتعليل.
بينما نجد أخي الكريم الفقيه المشهور و الأصولي النحرير وغيرهما من علماء العصر يعتمدون على تصحيح الألباني في كتبه لمعرفتهم بجلالة الرجل، ولكن هؤلاء القوم غاظهم هذا ... ،
وإن قلتَ لي أخي الكريم: أحسن الظن، فسأجيب في الفصل التالي:
ثالثا:
أمثلة على ما قلت:
إن المتعقبين-من هؤلاء القوم- على الألباني رحمه الله، يعتقبونه على أنه رحمه الله مخالف لنهج المتقدمين حائد على طريقتهم،وهذا بهتان عظيم وتهمة شنيعة،لا تصدر إلا من حاقد حاسد جاهل بنهج الألباني ونهج المتقدمين،والعياذ بالله.
وهذه بعض الأمثلة:
هناك كتاب دلني عليه بعض الإخوة منهم –أي من القوم-،وذلك الكتاب عصَرَه الأخ فخرج بهذا النتاج المبارك وهو (أن الألباني لا يقيم لتعليلات المتقدمين وزنا).
واسم الكتاب (مستدرك التعليل على إرواء الغليل، لأحمد بن محمد الخليل).
(أما في العلل، فإن الألباني كثير المخالفة لأحكام المتقدمين، وكثيرا ما يهون من شأن تعليلاتهم، فالله أعلم من المقدم ومن المؤخَّر،
(فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اهتدى) .. )
الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16386
المشاركة رقم 15.
قلت:قد شهد شاهد من أهلها.
وقد قال الأخ أمجد الفلسطيني بارك الله فيه معقبا:
(ولكن يلومه كما يلوم غيره إذا خالفهم في حكم اتفقوا عليه أو لم يعلم لأحدهم فيه انتقاص لمنزلته)
صحيح أخي الحبيب من غير ان يقال أن نهجه يخالف نهج المتقدمين،ويتهم بأنه حاد عن نهجهم.
الرابط: المشاركة 17
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19512
و الواجب ان نعذره في خطأه،ونترحم عليه،ونجتنب الاتهامات.
وكما نصحني ذلك الأخ أنصح إخواني بأن يقرؤوا ذلك الكتاب لكي يخرجوا بتلك الثمرة المباركة.
فلقد كنت أحسن الظن،ولكن لما ناقشتهم ظفرت باليقين.
للأخ الفاضل الشيخ الدكتور ماهر الفحل –حفظه الله- رسالة اسمها (تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل)، ومثل بحديثين اختلفت فيهما أقوال المتقدمين و المتأخرين، ومن جملة المتأخرين الألباني رحمه الله،بل كان للألباني الحظ الأوفى من مخالفة منهج المتقدمين. (انظر كتابه من ص3 إلى10).
والقارئ لهذه الرسالة سيخرج بأن الألباني مخالف للمتقدمين حائد عن نهجهم، بل متسرع في إصدار أحكامه.
ومن كانت له عناية بهذا الشأن، وجد الأمر خلاف ذلك،بل سيجد أن الألباني رحمه الله عند حكمه على حديث ما، إنما فاته كلام لإمام متقدم في الحديث ولم يستحضره أو استحضره ولكنه فهم منه غير مراد ذلك الإمام،أو يجتهد تبعا للأئمة المتقدمين فيخطئ في ذلك، وهذا مما يقع فيه كل عالم في أي فن، وهو في جميع الحالا ت معذور مأجور إن شاء الله.
ولكن هم استسمنوا الخطأ و جعلوا من (الحبة قبة)، حتى ادعوا أنه لا يقيم لتعليلات المتقدمين وزنا وأنه خالف منهجهم، و نسوا أنه هو الذي أحيى علم المتقدمين،وقالوا: انه لا يعتبر بعض الشروط و القرائن و المرجحات التي اعتبرها المتقدمون عند السبر والتعليل، وأنه يعتبرقواعد الحديث قواعد مطردة، ويعتمد في كلامه على أحوال الرجال على التقريب فقط.
وما شابه ذلك من الإفتراءات والأكاذيب التي حادوا بها عن نهج المتقدمين في صلاحهم و ورعهم وتقاهم،وتنزههم عن اتهام رجل من عامة المسلمين،فكيف بانتهاك حرمة عالم والثلب في عرضه و قضم لحمه، والله المستعان.
قلت: ومن يقول هذا الكلام في حق الألباني رحمه الله،أجزم جزم يقين أنه يجهل الألباني المحدث جهلا تاما.
¥