ـ[ابو عاصم المصري]ــــــــ[22 - Jan-2010, صباحاً 01:22]ـ

السلام عليكم شيخنا عبد الحي ارجو التعرف عليك مباشرة لطباعة هذا التفسير لعل الله ينفع به المسلمين ممن لا يدخلون شبكة الأنتر نت هذا اميلي asem_sw2007@yahoo.com

asem_sw2007@hotmail.com

ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 05:52]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تتمة تفسير سورة الملك

(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات و يقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن) أولم ينظروا إلى الطير الذي سخر الله له الجو و الهواء , تبسط و تقبض أجنحتها للطيران , فما يمسكها عن الوقوع من السماء في حالة البسط أو القبض إلا الرحمن – جل جلاله و عظم سلطانه – بما شاء من السنن و النواميس التي يحكم بها خلقه و يدبر بها ملكوته , قال تعالى: " أولم يروا إلى الطير مُسخَّرات في جو السّماء ما يمسكهن إلاّ الله إنّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ".

و هذا دال على قدرة الله تعالى و علمه و رحمته الموجبة لعبادته وحده , فكيف ينكر المشركون و الكفار ألوهيته و رحمته؟! إنّ هذا لعجب العجاب.

(إنّه بكل شيء بصير) أي: بما يصلح كل شيء من مخلوقاته. قال القاشاني: فيعطيه ما يليق به , و يسوِّيه بحسب مشيئته , و يودع فيه ما يريده بمقتضى حكمته , ثم يهديه إليه بتوفيقه.

(أمّن هذا الذي هو جُندٌ لكم ينصركم مّن دون الرحمن) يقول تعالى للمشركين الذين عبدوا غيره , يبتغون عندهم نصرا و رزقا , مُنكرا عليهم فيما اعتقدوه , و مُخبرا لهم أنه لا يحصل لهم ما أملوه: من هذا الذي يعينكم و ينصركم - من دون الله تعالى – إذا أراد بكم الرحمن – سبحانه و تعالى – سوءًا , فيدفعه عنكم؟ و من الذي ينصركم على أعدائكم غير الرحمن؟ فإنه تعالى هو الناصر المعز المذل , و غيره من الخلق لو اجتمعوا على نصر عبد , لم ينفعوه مثقال ذرة , على أيّ عدوّ كان.

و الإستفهام للتبكيت و التأنيب و الإضراب الإنتقالي إذ تنقل من توبيخهم على عدم التأمل فيما يشاهدونه من أحوال الطير المُنْبئة عن آثار قدرة الله و رحمته إلى التبكيت بضعفهم و قلة الناصر لهم سوى الرحمن الذي يكفرون به.

(إنّ الكافرون إلاّ في غرور) إن استمرار الكافرين على كفرهم , بعد أن علموا أنه لا ينصرهم أحد من دون الرحمن , غرور و سَفَهٌ.

(أمّن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه) من هذا الذي يطعمكم و يسقيكم و يأتي بأقواتكم إن أمسك الله ربكم رزقه عنكم , فلو قطع عليكم المطر ما أتاكم به أحد غير الله , لأن لا أحد يعطي و يمنع و يخلق و يرزق , و ينصر إلا الله عز وجل , وحده لا شريك له.

و أصلا الخلق لا يقدرون على رزق أنفسهم , فكيف بغيرهم؟

(بل لّجّوا في عتُّوٍّ و نفور) بالرغم من علمهم أن الله تعالى هو الناصر الرازق و بالرغم من هذا التبكيت و التأنيب , استمر الكافرون في طغيانهم و إفكهم و ضلالهم , معاندة و استكبارا و نفورا على أدبارهم عن الحق , لا يسمعون له و لا يتبعونه , و أصرّوا على اعتقاد أنهم يُحفظون من النوائب , و يُرزقون ببركة آلهتهم , و أنهم الجند الناصر الرازق , مكابرة و عنادًا.

يتبع ...

ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Mar-2010, مساء 07:42]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تتمة تفسير سورة الملك

(أفمن يمشي مُكبّا على وجهه أهدى , أمّن يمشي سويّا على صراط مّستقيم) أي: أيّ الرجلين أهدى؟ من كان تائها في الضلال , غارقا في الكفر قد انتكس قلبه , فصار الحق عنده باطلا , و الباطل حقا؟ و من كان عالما بالحق , مؤثرا له , عاملا به , يمشي على الصراط المستقيم في أقواله و أعماله و جميع أحواله؟ فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين , يعلم الفرق بينهما , و المهتدي و الضال منهما , و الأحوال أكثر شاهد من الأقوال. ثم إن في الآخرة أيضا , المؤمن يحشر يمشي سويا على صراط مستقيم , مُفضى به إلى الجنة الفيحاء , و أما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجه إلى نار جهنم.

عن أنس بن مالك قال: قيل يا رسول الله , كيف يحشر الناس على وجوههم؟ فقال: " أليس الذي أمشاهم على أرجلهم قادرا على أن يمشيهم على وجوههم " رواه البخاري و مسلم.

(قُل هو الذي أنشأكم و جعل لكم السّمع و الأبصار و الأفئدة) أي: هو المستحق للعبادة وحده , و سلوك صراطه , لأنه هو الذي أوجدكم من العدم - أي بعد أن لم تكونو شيئا مذكورا - من غير معاون له و لا مُظاهر , و لما خلقكم , كمّل لكم الوجود بالسمع و الأبصار و القلوب , التي هي أنفع أعضاء البدن , و أكمل القوى الجسمانية.

(قليلا ما تشكرون) أي: قلّما تستعملون هذه القوى التي أنعم الله بها عليكم في طاعته و امتثال أوامره و ترك زواجره.

(قل هو الذي ذرأكم في الأرض) هو الذي خلقكم في الأرض و بثكم و نشركم في أقطارها و أرجائها , مع اختلاف ألسنتكم في لغاتكم , و ألوانكم و أشكالكم , لتعبدوه , و تقوموا بالقسط الذي أمر به.

(و إليه تحشرون) أي: تُجمعون بعد هذا التفرق و الشتات - للحساب و الجزاء - , يجمعكم كما فرقكم و يعيدكم كما بدأكم.

يتبع ...

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015