ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[21 - عز وجلec-2010, مساء 08:02]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

فالداعية الى الله يتعرض الى شياطين الانس وشياطين الجن: أما شياطين الانس فيقابلهم بالاحسان عن اساءتهم, والصفح عن زلتهم وعدم الالتفات الى ما يقولون. أما العدو الجني فانه يدفع بالاستعاذة.

هذا طريق الداعية الناجح أنه يستمر في دعوته الى الله, أنه لا يفت في عضده أو يفل من عزمه أن فلانا أساء اليه أو تكلم فيه, لأنه لا يدعو لنفسه ولا ينتصر لنفسه, وانما يدعو الى الله عز وجل, فالدعوة الى الله معناها: طلب الدخول في دين الله عز وجل الذي خلق الخلق من أجله, والذي به سعادتهم وصلاحهم وفلاحهم.

فالداعية الى الله لا يريد من الناس أن يردوا اليه جزاء على دعوته, وانما يريد الأجر من الله. والداعية الى الله لا يريد الرفعة والعلو في الأرض وانما يريد المصلحة للناس ومنفعة الناس, ويريد اخراجهم من الظلمات الى النور.

هذا الذي يريده الداعية الناجح وأما الذي يعكس ذلك يريد مظهرا أو يريد ثناء من الناس فهذا لاشك أنه يرجع من أول الطريق عندما يقابل أول عقبة, أما الذي يدعو الى الله فانه لا ينثني بل يستمر في دعوته: (قل لا أسألكم عليه أجرا) (الأنعام 90). كل الأنبياء _ عليهم الصلاة والسلام _ يقولون لأممهم: لآ نسألكم عليه أجرا, وانما نريد النفع لكم والخير, فان قبلتم فذلك هو المقصود, واذا لم تقبلوا فنحن قد أبرأنا ذمتنا وأقمنا الحجة عليكم.

يتبع.

ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[24 - عز وجلec-2010, صباحاً 11:46]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك وجزى الله خيراً العلامة الفوزان حفظه الله.

ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[24 - عز وجلec-2010, مساء 03:10]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والدعوة الى الله تسبق الجهاد, لأن الرسول (ص) كان اذا أرسل جيوشه يوصيهم بأن يدعو الناس قبل مقاتلتهم, يبدءوهم بالدعوة الى الله فان استجابوا فالحمد لله, وان لم يستجيبوا فعند ذلك يقاتلون ويجاهدون لاعلاء كلمة الله عز وجل, فالكفار يدعون الى الدخول في دين الله, والمسلمون الذين عندهم انحراف في العقيدة يدعون الى تصحيح العقيدة, والمسلمون الذين عندهم استقامة على العقيدة ولكن عندهم بعض المعاصي والمخالفات يدعون الى التوبة والى ترك الذنوب والمعاصي, فالدعوة الى الله مطلوبة, وهي تتنوع بحسب الحاجة, فلا بد من الدعوة الى الله عز وجل, وظيفة الأنبياء والمرسلين وأتباعهم من العلماء المصلحين الى أن تقوم الساعة, ولايجوز تركها, يقول الله عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) (آل عمران 110).

ويقول (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (آل عمران 104).

فوظيفة هذه الأمة هي الدعوة الى الله سبحانه وتعالى, لأخراج الناس من الظلمات الى النور, والله سبحانه وتعالى أمر نبيه بالدعوة الى الله: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن) (النحل 125). هذا أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه, ثم بين له المنهج الذي يسير عليه في دعوته: (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) (يوسف 108). في هاتين الآيتين يتبين لنا حكم الدعوة الى الله وأنه واجب, لأن الله أمر به رسوله (ص) , وأخبر أن أتباع هذا الرسول (ص) يدعون الى الله كما دعا اليه الرسول (ص) , (هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني). يتبع

ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[26 - عز وجلec-2010, مساء 08:48]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم لابد أن يكون منهج الدعوة موافقا لما شرعه الله سبحانه وتعالى, وليست مناهج الدعوة مفوضة الى الناس يضعون مناهج لأنفسهم, المنهج وضعه الله سبحانه وتعالى ورسمه وطبقه الرسول (ص) في سيرته العطرة, وكذلك أتباع الرسول (ص) ساروا على منهج الرسول (ص) في دعوته, وأي واحد يحدث منهجا يخالف منهج الرسول (ص) _ منهج الكتاب والسنة _, فانه يكون مخطئا في منهجه, وبالتالي لا تنجح دعوته, بل تكون دعوته غير صحيحة, انما ينجح في دعوته اذا ترسم خطا الرسول (ص) , وأخذ منهج الدعوة من الكتاب والسنة, وفي هاتين الآيتين بيان واضح لذلك نأخذ منهما: أنه يشترط في منهج الدعوة بادئ ذي بدء أن تكون النية خالصة لله عز وجل, وأن يكون مقصود الداعية ثواب الله سبحانه وتعالى, واقامة دينه واصلاح المدعوين على الطريق السليم, لايريد عرضا من أعراض الدنيا, ولا علوا في الأرض ولا رياء ولا سمعة ولا طمعا دنيويا, وانما يريد وجه الله, ويريد أيضا اخراج الناس من الظلمات الى النور, ومن الضلال الى الهدى, ومن الكفر الى الايمان, ومن المعصية الى الطاعة, هذا المقصود.

وفي قوله تعالى (الى الله) التنبيه على الاخلاص, يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على هذه الآية (أدعوا الى الله): فيه التنبيه على الاخلاص, لأن أكثر الناس انما يدعو الى نفسه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015