ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[17 - عز وجلec-2010, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه الى يوم الدين.
أما بعد:
فان موضوع الدعوة الى الله سبحانه وتعالى موضوع مهم, فالدعوة الى الله تعني طلب الدخول في دين الله عز وجل, فان الله عز وجل خلق الخلق لعبادته قال تعالى (وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون /// ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون /// ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (الذاريات:56_58).
وعبادتهم لله يرجع نفعها اليهم, لأنهم هم المحتاجون الى عبادة الله سبحانه وتعالى, أما الله _جل وعلا_ فانه غني عنهم وعن عبادتهم, قال تعالى: (ان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد) (ابراهيم 8) , وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (ياعبادي لو أن أولكم وآخركم, وانسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا, ياعبادي لو أن اولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا, ياعبادي انما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم اياها, فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه) اه. وللحديث تكملة.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[17 - عز وجلec-2010, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فالعباد هم الذين بحاجة الى أن يعبدوا الله من أجل أن ينالوا رضا الله ومغفرته ورحمته, ومن أجل ان يدخلهم جنته وينقذهم من عذابه, ولذا خلقهم الله سبحانه وتعالى, ولكن اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يختبرهم, وأن يمتحنهم, ليتميز بذلك أهل طاعته من أهل معصيته, والشيطان وحزبه يدعون الناس للخروج عن عبادة الله الى معصية الله والى اتباع الأهواء والشهوات, ولذلك أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل يدعون الناس الى الخير, والشياطين تدعوهم الى الشر, والله جل وعلا يدعو عباده الى طاعته وعبادته: (والله يدعو الى الجنة والمغفرة باذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) (البقرة 221).
(والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم) (يونس 25).
(يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى أجل مسمى) (ابراهيم 10).
فالله يدعو عباده الى أن يعبدوه ويتوبوا اليه ويستغفروه وأرسل الرسل يدعون الناس الى ذلك وكلف العلماء ورثة الأنبياء بالدعوة اليه سبحانه وتعالى من أجل مصلحة العباد ومن اجل منفعتهم. يتبع
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[18 - عز وجلec-2010, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فالدعوة الى الله قائمة منذ حصل ما حصل بين آدم وعدوه الشيطان وعندما تكفل الشيطان باغواء بني آدم من استطاع منهم واضلالهم: (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) (فاطر 6).فلا شك أن هناك دعاة الى الخير, وهناك دعاة الى الباطل من شياطين الجن والانس, حكمة من الله سبحانه وتعالى وابتلاء وامتحان للعباد منذبدء الخليقة الى آخر الدنيا, والصراع مستمر بين الحق والباطل, وبين الدعاة الى الخير والدعاة الى الشر, والله سبحانه وتعالى اثنى على الدعاة الى الله, قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين /// ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن) (فصلت 33_34). فأخبر أن الدعاة الى الله هم أحسن الناس قولا, وأيضا وصف الدعاة بأنهم يعملون بما يدعون الناس اليه: (وعمل صالحا). فالداعية يجب أن يكون أول من يمتثل بما يدعو اليه من الطاعة والعبادة حتى يكون قدوة صالحة, وحتى تصدق أقواله أعماله, ولهذا يقول نبي الله شعيب عليه السلام (وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب) (هود 88).وقوله تعالى: (وقال انني من المسلمين) , أي: ينتسب الى الاسلام والى المسلمين وجماعة المسلمين لا ينتسب الى أحد سوى المسلمين. يتبع
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[19 - عز وجلec-2010, مساء 06:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثم بين الله سبحانه وتعالى أن الداعية الى الله يتعرض الى أذى من الناس ولكن أوصاه أن يدفع بالتي هي أحسن, فاذا أساء أحد اليه فانه يقابل الاساءة بالاحسان, لأن هذا يبعث على قبول دعوته: (ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن).فالداعية حينما يؤذى فانه لايلتفت الى ما يقال وما يفعل ضده, وأيضا يقابل الاساءة بالاحسان فيحسن الى من أساء اليه من أجل أن يجتلب الناس الى الخير, لأنه لايريد الانتصار لنفسه, وانما يريد الخير للناس ولهذا فان النبي (ص) لم ينتصر لنفسه قط, وانما يغضب وينتصر اذا انتهكت حرمات الله سبحانه وتعالى, أما هو في نفسه فهو يؤذى ويقال فيه ويتكلم فيه ولم ينتصر لنفسه, بل يحتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
وهذا أيضا من مقومات الدعوة: الاحسان الى المدعوين وان أساءوا, هذا مما يجلبهم الى الخير ويرغبهم في الخير, اما مقابلتهم بالاساءة فان هذا ينفرهم: (ادفع بالتي هي أحسن).
ثم بين اثر ذلك فقال (فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (فصلت 34).
ثم بين أن هذه الصفة صفة عزيزة, يعني: كون الانسان يصبر ويتحمل ويقابل الاساءة بالاحسان هذه صفة عزيزة فقال (وما يلقاها الا الذين صبروا) (فصلت 35). هذه تحتاج الى صبر, وهو حبس النفس عن الجزع, حبس النفس عن ارادة الانتقام والانتصار وتوطين النفس هذا ما يدفع به العدو الانسي, يدفع بالاحسان اليه حتى تجتلب مودته ويتألف على الخير, أما العدو الشيطاني فبين الله ما يدفع به فقال: (واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم) (فصلت 36). يتبع.
¥