بغير الله الحلف بالقبر أو بالتربة أو بالأمانة، إلى آخر ذلك، فإذًا هناك بونٌ شاسعٌ ما بين قوله مكروه، وما بين قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك))، وقوله: ((من حلف بالأمانة فليس منا))، ومن المتقرر عند المحققين من أهل العلم أنّ قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((ليس منّا من فعل كذا)) أنّه يدلّ على التحريم كما هو مقرر عند الجمهور في تحقيق أصول الفقه، إذًا الترجمة شيء والاستدلال شيءٌ آخر، لو ناقشنا النووي
لمَ ذهبتَ إلى الكراهة؟ ما ندري بمَ يجيب؟ لكنْ أظنّ أنّه نزع إلى شيء عنده في أصول الفقه، به فهم قوله: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك))، أنّ المقصود به كفر النعمة أو الشرك الأصغر، وهذا يدخل في كراهة التحريم، ولم يطلق كراهة التحريم، وإنّما أطلق الكراهة دون التحريم، المقصود من هذا أنْ تنتبه إلى الفرق ما بين وجه الاستدلال وما بين حكم صاحب الكتاب، وهذه مسألة كبيرة تدخلك في أنواع من البحث في قراءة كتب أهل العلم.
فإذًا ضابط عام، فيما تقرأ من كتب أهل العلم أنْ تتبين منهج المؤلف، فليس كلّ عالمٍ رجّح مسألة، تكون راجحة في نفس الأمر، بل لابدّ لرجحان مسألة، من صحة الدليل، ورجحان الاستدلال، من الفروق المهمة في قراءة كتب أهل العلم، وفي طلب العلم ألاّ يظنّ الظان أنّ الراجح في المسائل العلمية يكون راجحا لمجيء الدليل لقولٍ، وعدم مجيء الدليل لقول آخر، هذا قليل، وهذه هي المسائل التي تسمى مسائل الخلاف، هي ليس الكلام فيها، وإنّما أكثر الخلاف مجيء دليل، ينزع المجتهد الأول منه بوجه من الاستدلال، وينزع المجتهد الثاني منه بوجه استدلالٍ آخر، متى يكون الاستدلال راجحًا؟ ويكون القول في المسألة راجحًا؟ إذا كان الاعتراض على الاستدلال الأول أقل من الاعتراض على الاستدلال الثاني، تجد مثلا إذا نظرت مثلا في نيل الأوطار أو فتح الباري أو المجموع أو المغني، أو غير ذلك، ترى أنّ هذا الإمام ينزع من نفس الدليل إلى حكم، والآخر ينزع إلى حكم آخر من نفس الدليل، وهذا راجع إلى اختلاف المجتهدين، متى يكون القول راجحا؟ نرجح الأول أوالثاني؟! ليست المسألة مسألة أهواء ولا شهوات، يرجح ما كان الاعتراض عليه من القولين أقل، وإلاّ فلا تتصور أنّ ثمة مسائل كثيرة في العلم الراجح فيها راجح مطلق، بمعنى أنْ يكون الأول صوابًا تاما، والآخر غلطا تاما، هذا قليل في مسائل العلم، والأكثر أنْ يكون هذا عنده وجه استدلال، وهذا عنده وجه استدلال، لكن الاعتراض على أحد الاستدلالين أكثر من الاعتراض على استدلال الإمام الآخر، فيكون ما قلّ عليه الاعتراض راجحًا وما كثُر عليه الاعتراض مرجوحا.
من محاضرة له بعنوان (المنهجية في قراءة كتب أهل العلم)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, مساء 10:09]ـ
جزاك الله خيرا أخي التميمي.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, مساء 10:36]ـ
بارك الله في الشيخ الوزير التميمي وفيكما أيها التميميان
أقول ولست شاعراً:
إذا كتبت إليك بنو تميمٍ ... رأيت العلم معسولاً رضابا
(ابتسامة)
ـ[فواز أبوخالد]ــــــــ[15 - عز وجلec-2010, مساء 10:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي التميمي.
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[16 - عز وجلec-2010, صباحاً 07:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي التميمي.
وإياك أخي الكريم أبو عبدالعزيز بارك الله فيك.
بارك الله في الشيخ الوزير التميمي وفيكما أيها التميميان
أقول ولست شاعراً:
إذا كتبت إليك بنو تميمٍ ... رأيت العلم معسولاً رضابا
(ابتسامة)
وفيك بارك أخي الغالي رضا أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل وأشكرك على مشاعرك الطيبة بارك الله فيك.
شكرا للبيت الشعري فقد حفظته
(ابتسامة)
جزاك الله خيرا أخي التميمي.
وإياك أخي الكريم فواز بارك الله فيك
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[21 - عز وجلec-2010, مساء 04:59]ـ
وفيك بارك أخي الغالي رضا أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل وأشكرك على مشاعرك الطيبة بارك الله فيك.
شكرا للبيت الشعري فقد حفظته
(ابتسامة)
[/ size]
لك أن تحفظه ... والقائل العبد الضعيف ... لا يريد إلا دعوةً بيظهر الغيب كلما قلته في المجالس (ابتسامة)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - عز وجلec-2010, مساء 05:10]ـ
كلام في قمة التحقيق، و هو في حد ذاته منهجية كاملة في قراءة كتب الفقه و شروح الأحاديث .. بل حتى كتب أحاديث الأحكام، فلعلك تنظر بعض تعقبات الأمير الصنعاني على مواضع من بلوغ المرام .. و مثاله رواية:" و عفروه الثامنة بالتراب ". بوركتم بني تميم، فالخير فيكم عميم. (ليس شعرًا .. ابتسامة). إذا كتبت إليك بنو تميمٍ ... رأيت العلم معسولاً رضابا
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[24 - عز وجلec-2010, صباحاً 11:36]ـ
لك أن تحفظه ... والقائل العبد الضعيف ... لا يريد إلا دعوةً بيظهر الغيب كلما قلته في المجالس (ابتسامة)
أخي الكريم جزيت خيراً أسأل الله أن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة وأن يبارك فيك.
كلام في قمة التحقيق، و هو في حد ذاته منهجية كاملة في قراءة كتب الفقه و شروح الأحاديث .. بل حتى كتب أحاديث الأحكام، فلعلك تنظر بعض تعقبات الأمير الصنعاني على مواضع من بلوغ المرام .. و مثاله رواية:" و عفروه الثامنة بالتراب ". بوركتم بني تميم، فالخير فيكم عميم. (ليس شعرًا .. ابتسامة). إذا كتبت إليك بنو تميمٍ ... رأيت العلم معسولاً رضابا
جزاك الله خيرا أخي الغالي الطيب على الإضافة الطيبة وعلى مشاعرك الطيبة أسأل الله أن يجمعنا في الجنة وأن يجعل ما نقوم به خالصا لوجهه الكريم.