فكان مما ذكرته: إن من أهم المهمات أن يعتني طلاب علم أهل السنة السلفيين بدراسة مسائل التوحيد والاعتقاد؛ دراسة تحقيق وتمحيص، وأن يتمكنوا أشد التمكن فيقرؤوا " كتاب التوحيد " للإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله، وشروحه كـ "تيسير العزيز الحميد " و" فتح المجيد " و" قرة عيون الموحدين " و" القول المفيد ". وأن يكثروا من قراءة كتب أئمة الدعوة النجدية السلفية كـ" الدرر السنية " و"الرسائل والمسائل النجدية "، وكتب الردود التي أفردوها على المخالفين كـ" مصباح الظلام " وكتاب " التأسيس والتقديس " وكتاب " القول الفصل النفيس ". ويقرؤوا كتاب "صيانة الإنسان " للهندي محمد بشير السهسواني، فما أحسنه من كتاب، ويقبلوا بكليتهم على كتب الإمام المحقق شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فيقرؤوا العقيدة الواسطية وشروحها مثل " التنبيهات السنية " و" الروضة الندية " وشرح شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين، ويقرؤوا " الفتوى الحموية " ويتفهموا كتاب " التدمرية " فهو خلاصة ردوده على المتكلمين، ثم يقبلوا على كتبه العظام مثل " منهاج السنة " و" درء تعارض العقل والنقل" و" بيان تلبيس الجهمية " و" الجواب الصحيح " و"مجموع فتاواه" و"الرد على البكري " و" الأخنائية " و" الاستقامة" وكل ما تيسر من تأليفه وتصنيفه.

ويقرؤوا كتب الإمام ابن القيم ومن أنفسها " الصواعق المرسلة " مع مختصرها، ويقرؤوا " شرح الطحاوية " لابن أبي العز الحنفي، ثم بعد ذلك ينهلوا من علم السلف وكتبهم مثل " الإبانة الكبرى " " والصغرى " و" الشريعة " للآجري وكتاب " السنة " للخلال و" السنة " لعبدالله بن الإمام أحمد و" كتاب التوحيد " لابن خزيمة و" الإيمان " لابن منده، وكتابي الإمام عثمان بن سعيد الدارمي " الرد على الجهمية " و" الرد على بشر المريسي " فهما من أنفس الكتب وأقواها حجة وبياناً للمحجة. وقد أوصى الإمام ابن تيمية تلميذه ابن القيم بهما.

وما تيسر من كتب أئمة السنة السابقين واللاحقين، فإن من وفق لهذا مع الضبط والتحرير، وفق لخير كثير.

فهلموا إلى ذلك يا شباب السنة فما أحوج السنة وأهلها إليكم ا. هـ

يا لله كم هو نقص أن ترى معلماً سلفياً لا يربى طلابه على الحماسة والحرقة على التوحيد تعلماً وتعليماً.

التنبيه الثاني/ إن تحقيق العلم وضبط مسائله والتأصيل فيه من أهم المهمات كما أخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلوم وفضله عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: قيمة كل امرئ ما يحسنه.

وقد ظن بعض من لا يدري أن طريقة السلف إجمال في العلم وعدم تحقيق مسائله وطلب دقيقه وهذا ظن سوء بهم وتنقص لهم فجعلهم كالأميين الناقصين في العلم كما قال تعالى (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيّ) وهؤلاء لم يقفوا عند حد هذا الظن بل صاروا يدعون إلى طريقة الإجمال في العلم وعدم طلب دقيقه.

فهم جمعوا بين الكذب على السلف والدعوة إلى ما يخالف حال العلماء من السلف ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان.

وإن من ظن هذا بالسلف فقد نادى على نفسه بالجهل وأظهر سوءة جهله، قال الإمام الشافعي:من طلب علماً فليدقق لئلا يضيع دقيق العلم. " البيان " للعمراني (1/ 60)

ولا أدل على ذلك من مطالعة كلام الإمام مالك في المدونة والشافعي في الأم والإمام أحمد في مسائله المتعددة، ثم من تبع السلف بإحسان كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم.

يا سبحان الله ألم ير مدعي هذه المقالة حجج الإمام أحمد في الرد على الزنادقة والجهمية والإمام عثمان بن سعد الدارمي في رده على بشر المريسي.

إن الذي دفع بعضهم إلى نسبة هذا إلى السلف هو الإعذار والمخادعة لنفسه الكسولة الجهولة بأنه يكفي الإجمال وعدم التدقيق في العلم، وأن هذا هو حال السلف - كما يزعم -

أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرد على البكري" (2/ 729): والعلم شيئان إما نقل مصدق وإما بحث محقق وما سوى ذلك فهذيان مسروق ا. هـ

فاحرصوا طلاب العلم على النقولات المصدقة وتحصيل الأقوال المحققة.

التنبيه الثالث/ إن من أهم العلوم لإدراك منزلة الاجتهاد هو معرفة علم أصول الفقه ومعرفته هو الشرط الأساس لكل مجتهد.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015