ما تعلم أمر دينك فهو أحب إلي. وقال أحمد أيضاً: العلم لا يعدله شيء. وقال المعافى بن عمران: كتابة حديث واحد أحب إلي من قيام ليلة. ا. هـ
وقال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة" (1/ 503): وقال المزني سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. وقد روى هذا الكلام عن الشافعي من وجوه متعددة. وقال سفيان الثوري: من أراد الدنيا والآخرة فعليه بطلب العلم. وقال عبدالله بن داود: سمعت سفيان الثوري يقول: إن هذا الحديث عز فمن أراد به الدنيا وجدها، ومن أراد به الآخرة وجدها. وقال النضر بن شميل: من أراد أن يشرف في الدنيا والآخرة فليتعلم العلم، وكفى بالمرء سعادة أن يوثق به في دين الله، ويكون بين الله وبين عباده. وقال سهل التستري: من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء يجيء الرجل فيقول: يا فلان إيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول: طلقت امرأته. ويجيء آخر فيقول: حلفت بكذا وكذا؟ فيقول: ليس يحنث بهذا القول. وليس هذا إلا لنبي أو عالم فاعرفوا لهم ذلك ا. هـ
وقال في " مدارج السالكين " (2/ 471): ويكفي في شرفه أن فضل أهله على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وأن الملائكة لتضع لهم أجنحتها وتظلهم بها. وأن العالم يستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر، وحتى النمل في جحرها. وأن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير. ولقد رحل كليم الرحمن موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام في طلب العلم هو وفتاه حتى مسهما النصب في سفرهما في طلب العلم حتى ظفر بثلاث مسائل وهو من أكرم الخلق على الله وأعلمهم به، وأمر الله رسوله أن يسأله المزيد منه فقال (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) ا. هـ
وإن أحرص الناس على العلم الشرعي واعتقاد الحق والعمل به هم السلفيون لعلمهم أن دعوتهم قائمة على الاتباع وعلى تحقيق مراضي الله، وهذا لا يحصل إلا بالعلم الذي به يعرف الاتباع وتحقيق مراضي الله.
وأنبه على بعض المهمات في العلم وطلبه:
التنبيه الأول/ أهم العلوم علم التوحيد بأنواعه الثلاثة لأنه متعلق بالباري سبحانه، وشرف العلم بشرف المعلوم
قال ابن تيمية في كتابه النبوات: وأن شرف العلم بشرف المعلوم وهو الرب ا. هـ
قال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة " (1/ 86): وهو أن شرف العلم تابع لشرف معلومه لوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه، ولشدة الحاجة إلى معرفته وعظم النفع بها. ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين وقيوم السموات والأرضين الملك الحق المبين الموصوف بالكمال كله المنزه عن كل عيب ونقص وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله ولا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأفضلها ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات ا. هـ
وكم يكون نقصاً أن ترى أقواماً يشار إليهم بالبنان في علم أصول الفقه أو الفقه أو الحديث أو مصطلح الحديث، وإذا باحثتهم في مسائل توحيد الإلهية أو الأسماء والصفات رأيت ضعفاً وإجمالاً في معرفة ومسائله.
إن أحق ما يعتنى بمسائله ويكثر من تدريسه علم التوحيد بأنواعه الثلاثة وخير ما كتب من المتون في توحيد الإلهية كتب الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ككتاب التوحيد وكتاب القواعد الأربعة وثلاثة الأصول وكشف الشبهات.
أما في توحيد الأسماء والصفات فخير ما كتب من المتون المختصرة العقيدة الواسطية.
وطالب العلم لا يقف عند هذا الحد بل يقرأ بعد ذلك كتباً أخرى لشيخ الإسلام ثم كتب الذين جاؤوا بعد السلف وجمع شتات كلامهم ككتاب الإبانة الكبرى والصغرى لابن بطة، والشريعة للآجري، ثم الكتب التي قبلها ككتاب السنة لابن أبي عاصم، والسنة لعبد الله بن الإمام أحمد وأمثالها، وبينت هذا أكثر في مناقشة أحد إخواننا السلفيين في رده على كتابي قواعد ومسائل في توحيد الإلهية
¥