ـ[وليد بن محمد الطاهيري]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 11:21]ـ
العلم والدعوة السلفية
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..................... أما بعد،،،
فإن فضائل العلم الشرعي كثيرة، والأدلة في علو مرتبته عديدة، وأكثرَ أهلُ العلمِ الكلامَ في فضائله في مصنفات مفردة وتبعاً، وذكر الإمام ابن القيم في كتابه العظيم " مفتاح دار السعادة " أكثر من خمسين ومائة فضيلة للعلم.
ومن فضائله قوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون) فنفى التسوية بينهما، كما نفاها بين أصحاب النيران وأصحاب الجنان كما قال تعالى (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)
ومن فضائله قوله تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
ومن فضائله أن أهل العلم هم أهل خشيته وهم خير البرية كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
والذين خشوا ربهم حقاً هم أهل العلم كما قال تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فبهذا كانوا خير البرية إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة في فضائل العلوم الشرعية.
ومن فضائله قوله تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
ففيها بيان فضل العلم من أوجه:
الوجه الأول/ استشهدهم دون أحد من البشر.
الوجه الثاني/ قرن شهادتهم بشهادته.
الوجه الثالث/ قرن شهادتهم بشهادة الملائكة.
الوجه الرابع/ أن هذا الإشهاد متضمن لتزكيتهم.
الوجه الخامس/ استشهدهم على خير مشهود.
قال القرطبي في تفسيره (4/ 41): في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم ا. هـ
قال ابن رجب في شرح حديث أبي الدرداء (1/ 36): وروي عن أبي الدرداء قال: مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة " ويروى عن أبي هريرة مرفوعاً:" لأن أفقه ساعة أحب إلي من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح " وعنه قال:" لأن أعلم باباً من العلم في أمر أو نهي أحب إلي من سبعين غزوة في سبيل الله عز وجل " وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:" تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها "
وصح عن أبي موسى الأشعري أنه قال:" لمجلس أجلسه مع عبد الله بن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة " وعن الحسن قال:" لأن أتعلم باباً من العلم فأعلمه مسلماً أحب إلي من أن تكون لي الدنيا كلها أجعلها في سبيل الله عز وجل " وعنه قال:" إن كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيراً له من الدنيا وما فيها، لو كانت له فيجعلها في الآخرة " وعنه قال:" مداد العلماء ودم الشهداء مجرى واحد "
وعنه:" ما من شيء مما خلق الله أعظم عند الله في عظيم الثواب من طلب علم لا حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة ولا عتق، ولو كان العلم صورة لكانت صورته أحسن من صورة الشمس والقمر والنجوم والسماء "
قال الزهري: تعلم سنة أفضل من عبادة مائتي سنة. وقال سفيان الثوري وأبو حنيفة: ليس بعد الفرائض أفضل من طلب العلم. قال الثوري: لا نعلم شيئاً من الأعمال أفضل من طلب العلم والحديث لمن حسنت فيه نيته. قيل له: وأي شيء النية فيه؟ قال: يريد الله والدار الآخرة. وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة نافلة. ورأى مالك بعض أصحابه يكتب العلم ثم تركه وقام يصلي، فقال: عجباً لك! ما الذي قمت إليه بأفضل من الذي تركته. وسئل الإمام أحمد: أيما أحب إليك أن أصلي بالليل تطوعاً أو أجلس أنسخ العلم؟ قال: إذا كنت تنسخ
¥