ـ[أسماء]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 01:22]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء أخي عبدالحي ..... و جعله ربي في ميزان حسناتك

واصل .. بارك الله فيك

ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:20]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أحسن الله إليكم و أجزل لكم المثوبة

ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 02:29]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تفسير سورة الإنسان

و تسمى سورة الدهر و الأمشاج و " هل أتى " , و هي مكية و آيها إحدى و ثلاثون.

(هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يَكن شيئا مذكورا) يقول الله تعالى مُخبِرا عن الإنسان أنه مر عليه دهرٌ طويل , و هو الذي قبل وجوده , و هو معدوم بل ليس مذكور , ثم أوجده بعد ذلك.

قال الشهاب: و قد علم – أي الله تعالى – أنهم يقولون – أي منكري البعث -: نعم , قد مضى دهر طويل لا إنسان فيه. فيقال لهم: فالذي أوجدهم بعد أن لم يكونوا , كيف يمتنع عليه إحياؤهم بعد موتهم؟

(إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) لما أراد الله تعالى خلق الإنسان , خلق أباه آدم من طين , ثم جعل نسله متسلسلا " من نطفة أمشاج " قال ابن عباس: يعني ماء الرجل و ماء المرأة إذا اجتمعا و اختلطا , ثم ينتقل بعدُ من طور إلى طور , و حال إلى حال.

(نبتليه) أي نختبره بالتكاليف بالأمر و النهي و ذلك عند تأهله لذلك بالبلوغ و العقل.

(فجعلناه سميعا بصيرا) أي: جعلنا له سمعا و بصرا يتمكن بهما من الطاعة و المعصية.

(إنّا هديناه السبيل) أي بيّنا له طريق الخير و النجاة , و طريق الشر و الهلاك , و ذلك ببعثة الرسل و إنزال الكتب.

(إمّا شاكرا و إمّا كفورا) و الإنسان إمّا أن يسلك سبيل الهدى فيكون شكورا , و إما أن يسلك سبيل الغيّ و الضلال فيكون كفورا , قال صلى الله عليه و سلم: " كل الناس يغدو , فبائع نفسه فموبقها أو معتقها " رواه مسلم.

و الشكور المؤمن الصادق في إيمانه المطيع لربه , و الكفور المكذب بآيات الله و لقائه.

(إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا) إنّا هيأنا و أرصدنا لمن كفر بالله , و كذب رسله , و تجرأ على المعاصي , سلاسل ليقادوا بها و يستوثق بها منهم شدّا في الجحيم. (و أغلالا) لتشد فيها أيديهم إلى أعناقهم. (و سعيرا) أي: نارا تستعر بها أجسامهم , و تحرق بها أبدانهم , " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها , ليذوقوا العذاب " و هذا العذاب دائم لهم أبدا , مخلدون فيه سرمدا.

(إن الأبرار) أي المؤمنين المطيعين في صدق لله و الرسول.

(يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) أي: شراب لذيذ من خمر قد مُزج بكافور لبرودته و بياض لونه و طيب رائحته. و هذا الكافور في غاية اللذة , قد سلم من كل مكدر و منغص , موجود في كافور الدنيا.

(عينا يشرب بها عباد الله) هذا الذي مُزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا خالصا بلا مزج و يَرْوَوْنَ بها. قال بعضهم: هذا الشراب في طيبه كالكافور. و قال بعضهم: هو من عين كافور.

(يفجرونها تفجيرا) أي يتصرفون فيها و يجرونها و يسيلونها حيث شاؤوا و أين شاؤوا , من قصورهم و دورهم و مجالسهم و محالهم. و التفجير هو الإنباع , كما قال تعالى: " و قالوا لن نؤمن لك حتى تُفجر لنا من الأرض ينبوعا ". و قال: " و فجَّرنا خلالهما نهرا ".

(يوفون بالنّذر) أي كانوا في دار الدنيا يوفون بالنّذر و هو ما يلتزمونه من طاعات لربهم كالصلاة و الصيام و الحج و الصدقات تقربا إلى ربهم و تزلفا إليه. و إذا كانوا يوفون بالنذر , و هو لم يجب عليهم , إلا بإيجابهم على أنفسهم , كان فعلهم و قيامهم بالفروض الأصلية , من باب أولى و أحرى.

(و يخافون يوما كان شره مستطيرا) أي يتركون المحرمات التي نهاهم الله تعالى عنها خيفة من سوء الحساب يوم المعاد , و هو اليوم الذي شره منتشر عام على الناس إلا من رَحِم الله.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015