من الأدب عدم مقاطعة حديث الناس , فإذا تكلم بعضهم وبتر كلام المتحدث فإن ذلك يشق على المستمعين ويوغر صدورهم على من قطع حديثهم , ويعضد ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: (بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم , جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدث , فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال , وقال بعضهم: بل لم يسمع , حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله , قال: (فإذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة) قال: كيف إضاعتها؟ قال: (إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)
والشاهد: (فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحدث):أي ولم يقطع حديثه , وذلك لأن الحق لمن كان بالمجلس لا لهذا السائل , فناسب أن لا يقطع النبي صلى الله عليه وسلم حديثه حتى يقضيه
الامر الثالث: التأدب مع الشيخ فلا يصحح له مباشرة انما بلباقة و هذا من هدي الرسول عليه الصلاة و السلام كان لا يحرج اصحابه فيعرض تعريضا كأن يقول ما بال اقوام.
فالطالب المتأدب مع شيخه يعرض كأن يقول هل يمكن للشيخ ان يعيد لنا شرح قوله تعالى و يأتي بالاية صحيحة.
الامر الرابع: كما قلنا المقام مقام انصات و لم يرد دليل يفيد التصحيح (و لا تخلطوا مع الصلاة فهذا درس و ليست صلاة ان كانت الصلاة القراءة فالدرس غير ذلك و لا قياس هنا بين عبادة و درس لوجود الفارق و هو لزوم الاستئذان في الدرس على عكس الصلاة)
الامر الخامس: المنافع و المفاسد: ان نظرنا للمصالح التي يجلبها التصحيح لم نجدها تذكر الا اذا كان الخطأ فاحشا. فالمقام ليس مقام تحفيظ للقرآن و الاية لم يتغير معناها فانعدمت المصالح اما المفاسد فكثيرة ايقاف الدرس، التشويش على الشيخ، التشويش على التلاميذ و قيسوها ان شئتم مع خطبة الجمعة ان اخطأ شيخ في اية فوق المنبر هل يصيح الجميع للتصحيح؟ الاكيد لا انما هو الصمت و يصحح له بعد الصلاة, الشبه قريب جدا في حالة الدرس و الخطبة فالاولى القياس بين الامرين لا القياس مع الصلاة.
الامر السادس: احراج الشيخ فهدي الرسول عليه الصلاة و السلام انه لا يحرج اصحابه و ان اخطؤوا فهذا معروف. و الذي نعرفه ان هناك من الطلبة من قلوبهم فيها سوء فيأخذون غلط الشيخ كعثرة يشنعون بها عليه فالاولى سد هذا الباب و التصحيح بلباقة او بعد الدرس.
الامر السابع: نية المصحح لماذا يصحح احد و صاحبه بجانبه قد صحح فهذه التي صححت مرتين للشيخ الم يكن كافيا ان تصحح مرة واحدة.
الامر الثامن: عدم جدال الشيخ فبعدما نهى الشيخ عن التصحيح له فقد بين مذهبه فلا يجوز مراجعته في مذهبه في وسط الدرس لأنه ليس مقام مراجعة فيما ليس منه و ان كان الطالب يرجح غير مذهب الشيخ فالشيخ هو سيد الدرس فالمفروض اتبعا شروط الشيخ لا اراء الطالب.
ان لاحظنا كل هذا فهمنا ان التصحيح بهذه الطريقة التي صححت بها الطالبات لا يجوز بتاتا للعلل التالية:
التصحيح الجماعي
الكلام بدون استئذان
قطع كلام الشيخ
اعادة التصحيح اكثر من مرة
مجادلة الشيخ بعد نهيهم عن ذلك
التصحيح بدون ادب مع الشيخ فالهدي النبوي ان يعرض الانسان لكي لا يحرج من معه.
و هدى الله اقواما هنا و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - صلى الله عليه وسلمpr-2009, مساء 01:47]ـ
ولعل اعتراض نبي الله سليمان على حكم أبيه داود عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، له صلة بالمسألة.
اما اعتراض سيدنا سليمان على ابيه فكان اولا في قضاء و القضاء ليس كالدرس لا يمكن استدراكه هذا من جهة اما من اخرى فكان الاعتراض غير مباشر بل كان من باب نصح الوزير لوزيره فالمقام مقام محاورة و ليس انصات فهنا فارق كبير
ـ[التقرتي]ــــــــ[09 - صلى الله عليه وسلمpr-2009, مساء 01:51]ـ
(ليتنا نفعل ما نقول)
المهم: