ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 03:21]ـ

مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله:

وفقك الله وسدد خطاك، وهل رأيتَ خروجا عن سعة الصدر يا أخي الكريم؟

ما دام النقاش للاستشكال والبيان فلا بأس بذلك؛ لأن القضية محسومة قديما وحديثا، ولن تتوقف هذه القضية على النقاش في هذه الآية.

قالوا إنما انت مفتر: السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك؟

لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر؟

تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله." أم يقولون افتراه "

وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية؟

الناسخ والمنسوخ موجود بمكة كما هو موجود بالمدينة، وأكثر القرآن مكي أصلا.

ويمكن أن يقال من باب المعارضة إن الآية وإن كانت مكية فلا دليل على أن هذا القول كان بمكة، بل يمكن أن يكون ذلك إخبارا عن قولهم فيما بعد.

وأما مناسبة دعوى الافتراء للنسخ فهي واضحة جدا؛ لأنك إذا جئتني اليوم بكلام ثم جئتني بما يخالفه غدا فسأتهمك مباشرة بأنك مفترٍ؛ بدعوى أنك تغير كلامك.

وصحيح أنهم كانوا يزعمون أن القرآن كله مفترى، ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لأي شبهة يستندون إليها، والنسخ قد يبدو لهم من هذا الباب.

ولا يتوقف اتهامهم بالافتراء على إخبارهم بالنسخ، ولكنه أحد الأبواب التي يدخلون منها، ولم يزعم أحد من مثبتي النسخ أن زعمهم في الافتراء سيتوقف إذا رجعنا عن القول بالنسخ.

قل نزله روح القدس: هاء نزله علام تعود؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "

نسلم أن الهاء تعود على القرآن، ولكن ما المراد بذلك؟ المراد أن القرآن منزه عن الافتراء فهو من باب الاستدلال بالعام على الخاص، أي بما أن القرآن نزله روح القدس، وهو مؤتمن على ما جميع ما ينقله، فكيف تتهمونه بافتراء بعضه دون بعض؟

ليثبت الذين آمنوا: هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء؟؟؟

التثبيت المقصود هو بهذا الجلاء المذكور في الآية ردا على شبهات الكفار، وهذا كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} فالمقصود أن هذه الشبهة المثارة بالافتراء مردود عليها بالكلام المذكور في هذه الآية من أن الله أعلم بما ينزل، وأنه أنزله روح القدس إلخ.

هذا وجه.

ووجه آخر، وهو أن النسخ قد يكون فيه تثبيت للمؤمنين أيضا، وذلك بنزول الآيات بحسب الحوادث والأحوال، فتأتي تثبيتا للمؤمنين في مواضع.

وهدى وبشرى للمسلمين: أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين!!!!!

الجواب عنه كالجواب عن الكلام السابق، فيمكن أن يكون المقصود بالهدى والبشرى الآيات الموضحة المزيلة للشبهات، الرادة على الدعاوى.

ويمكن أن يكون أيضا النسخ نفسه هدى وبشرى للمسلمين؛ لأن النسخ قد يكون تخفيفا وتيسيرا للأحكام، كما قال تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم}.

يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم: ............

وفقك الله يا أخي الكريم، أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين على خلاف قولك هذا، فحتى لو افترضنا مجرد افتراض أن الآية تشمل المعنى الذي تقوله، فلا يمكن مطلقا أن لا يكون لها صلة (البتة!!) بموضوع النسخ!! كما تقول؛ لأن الحق لا يخفى على جميع الصحابة والتابعين.

فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب!!

أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً.

أنت قد تسميه تقليدا وتعصبا، ولكن الصواب أنه اتباع وترك للابتداع؛ لأن القرآن قد أنزله الله عز وجل على نبيه، وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما أمره الله، وقد بلغه الصحابة رضوان الله عليهم للتابعين، فالأصل المتفق عليه أن الشرع معصوم محفوظ، وهذا الحفظ كما هو مكفول لنصوص الشرع فهو كذلك مكفول لمعاني هذه النصوص، فلا يمكن أن تجتمع الأمة على الخطأ في فهم نصوص الشرع.

والصحابة والتابعون متفقون على فهم هذه الآية بهذا الفهم، فحتى لو افترضنا أن الآية تحتمل الخلاف في الفهم، فلا يمكن بحال من الأحوال الزعم بأن فهم الصحابة والتابعين باطل.

ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 04:21]ـ

يا سيدي: تقول أجمع المفسرون من الصحابة والتابعين وليس ثم سوى ما روي عن مجاهد وقتادة وابن زيد (مع فرض اثبات صحة الأسانيد اليهم بذلك ولربما يكون عسيراً)، ثم بعد ذلك ناقلون عنهم ما قالوه - فهل تسمي ذلك إجماعاً!!!!!

هل هؤلاء يمثلون التابعين كلهم فنعتبر ما قالوه إجماعا للتابعين؟؟

هل تستطيع أن تثبت أن ما قالوه إنما سمعوه من الصحابة؟؟

وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابة قد أجمعوا على ذلك بل هل تستطيع ان تثبت سنداً صحيحاً الى صحابي واحد بذلك؟؟؟؟

وهل تستطيع أن تثبت أن الصحابه سمعوه من النبي فيكون حجة لا ينبغي أن نحيد عنها او نقول بخلافها؟!

وهل معنى أنه لم ينقل الينا خلاف ذلك أنه لا يجوز أن نقول بخلاف ما قيل؟

في سورة النحل التي نحن بصدد الحديث عن آية فيها يقول تعالى " وأنزلنا اليك الذكر:

(1) " لتبين للناس ما نزل اليهم " أي محمد صلى الله عليه وسلم وليس غيره من البشر مهما كان.

(2) " ولعلهم يتفكرون " أي في آيات الله يتدبرونها ويعقلونها ويحاولون فهمها واستنباط العلم والهدى منه.

أخبرني بالله عليك لو لم يجز لنا أن نقول الا ما قيل ونقل فكيف بقوله تعالى: " ولعلهم يتفكرون " وجعل ذلك من حكمة انزال القرآن!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015