قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم. ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. فهذا في الأحكام الشرعية واضح، بل في القرآن بالذات.
ثم قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير}. فهذا أيضا في الأحكام الشرعية والآيات القرآنية واضح، حيث قرر فيه الاطمئنان بصلاحية النسخ والإنساء وخيريته (لأن الناسخ لن يكون أدنى في الخيرية من المنسوخ) - مع تعليل ذلك بالإشارة إلى ثبوت التوحيد في الأحكام الكونية وفي الحفظ والنصر.
ثم قال تعالى: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل}. وهذا تأكيد لما سبق من وجوب طاعة الأوامر الشرعية طاعة مطلقة - بما فيه الناسخ والمنسوخ - من غير ما اعتراض ولا شكوك.
ثم قال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}. فما أجمل هذا الربط بين إنكار النسخ في الأحكام الشرعية، وبين حسد أهل الكتاب للقرآن الكريم الذي هو كلام الرحمن المتضمن لمثل تلك الأحكام. ثم ما أنسب الربط بين ذلك وبين ذكر الأحكام الجزائية في الدنيا والآخرة الدالة على شمول قدرة الله تعالى على كل شيء. وفيه زيادة اطمئنان القلب وراحة البال فلا يخاف غما ولا هما من عواقب الدخول في طاعة الله في أوامره الشرعية طاعة مطلقة. وكلها دليل على أن الله على كل شيء قدير. . يقدر كل شيء حدث في خلقه إنشاء أو جزاء، ويقدر كل شيء مما أنزله عليهم من الأوامر والنواهي وسائر الأحكام الشرعية في كل وقت وحين.
هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 09:11]ـ
وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم.
هذا صحيح بارك الله فيكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:31]ـ
مزيداً من سعة الصدر رحمكم الله:
وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
قالوا إنما انت مفتر: السورة مكية فأي آية نسخت في مكة جعلت المشركين يقولون ذلك؟
لو كان الموضوع نسخ آية بآية فهل سيكون الاتهام الموجه للنبي إنما أنت مفتر؟
تذكر أن هذا الاتهام يوجه للنبي دائما على القرآن كله كآية أنزلت من عند الله." أم يقولون افتراه "
وهل اتهامهم بالافتراء يتوقف على إخبارهم بنسخ آية؟
قل نزله روح القدس: هاء نزله علام تعود؟ لايمكن أن تكون إلا للقرآن ككل لأن لفظة القرآن مذكر بخلاف الآية فهي مؤنثة، ولو كان الأمر كما يقول إخواننا لكانت الآية " قل نزلها روح القدس "
ليثبت الذين آمنوا: هل نسخ الآيات أو تبديلها فيه تثبيت للذين آمنوا أم فيه اختبار لهم وابتلاء؟؟؟
قال ابن كثير فيما نقل عنه آنفاً " كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه، {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} ويختبر عباده بالنسخ فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى " أ. هـ.
وهدى وبشرى للمسلمين: أيكم يستطيع ان يفهمنى كيف يكون نسخ الآيات القرآنية فيه هدى وبشرى للمسلمين!!!!!
يا قوم - بصرف النظر عن قضية النسخ - فإن الآية لا صلة لها البتة بهذا الموضوع فمعنى الآية والله تعالى اعلم:
وإذا أرسلنا برهاناً أو معجزة محدثة على يد رسول من رسل الله لإثبات دين الله عز وجل بدلاً من برهان أو معجزة قديمة - كما كان المشركون يطلبون: فليأتنا بآية كما أرسل الأولون - والمقصود طبعاً بهذه الآية الجديدة هو القرآن - قال المشركون إنما أنت مفتر لهذا القرآن ولم ينزله الله عز وجل، فقال تعالى " قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا ليثبت الذيم آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين " ثم ذكر تعالى دعاوى بعض المشركين أن هذا القرآن يملى عليه فقالوا إنما يعلمه بشر ... الخ الآيات
فهل هناك إخواني ما هو أوضح من ذلك في معنى هذه الآيات - لو سلمنا من التقليد والتعصب!!
أعلم صعوبة أن يتحرر الانسان من فهم قديم علق بذهنه بيد أن الحق أحق أن يتبع، وأنا في انتظار الرد بالحسنى من غير تجريح أو إساءة مع رجاء ألا يتم إغفال أي جزئية مما ذكرت وجزاكم الله خيراً.
¥