ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 02:12]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: فلابد في الإيمان الذي في القلب من تصديق بالله و رسوله , و حب الله و رسوله , و إلا فمجرد التصديق مع البغض لله و لرسوله و معاداة الله و رسوله ليس إيمانا باتفاق المسلمين , و ليس مجرد التصديق و العلم يستلزم الحب إلا إذا كان القلب سليما من المعارِض كالحسد و الكبر , لأن النفس مفطورة على حب الحق و هو الذي يلائمها , و لاشيء أحب إلى القلوب السليمة من الله , و هذا هو الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام الذي اتخذه الله خليلا. ص 38

- قال ابن تيمية: الجهل ببعض أسماء الله و صفاته لا يكون صاحبه كافرا إذا كان مقرًا بما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يبلغه ما يوجب العلم بما جهله على وجه يقتضي كفره إذا لم يعلمه , كحديث الذي أمر أهله بتحريقه ثم تَذْرِيتِهِ - رواه البخاري و مسلم - , بل العلماء بالله يتفاضلون في العلم به. و لهذا يوصف من لم يعمل بعلمه بالجهل و عدم العلم. قال تعالى " إنما التوبة على الله للذين يعملون السُّوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ". قال أبو العالية: سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي: " كل من عصى الله فهو جاهل , و كل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ". و منه قول ابن مسعود: " كفى بخشية الله علما , و كفى بالإغترار بالله جهلا ". و قيل للشعبي: أيها العالم! فقال: العالم من يخشى الله , و قد قال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء ". و قال أبو حيان التميمي: " العلماء ثلاثة: عالم بالله و بأمر الله , و عالم بالله ليس عالما بأمر الله , و عالم بأمر الله ليس عالما بالله. فالعالم بالله: الذي يخشاه , و العالم بأمر الله: الذي يعلم حدوده و فرائضه ". و قد قال تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء ". و هذا يدل على أن كل من خشي الله فهو عالم , و هو حق , و لا يدل على أن كل عالم يخشاه , لكن لما كان العلم به موجبا للخشية عند عدم المعارض كان عدمه دليلا على ضعف الأصل , إذ لو قوي لدفع المعارض. ص 39 - 40

ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:42]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: لفظ الجهل: يعبر به عن عدم العلم , و يعبر به عن عدم العمل بموجب العلم كما قال النبي صل الله عليه و سلم: " إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث و لا يجهل , فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم " رواه البخاري و مسلم. ص 40

- قال ابن تيمية: السعادة مشروطة بشرطين: بالإيمان , و العمل الصالح ... بعلم نافع , و عمل صالح ... بكلم طيب , و عمل صالح. و كلاهما مشروط بأن يكون على موافقة الرسل. ص 40

- سئل مالك عن الحكمة فقال: " هو معرفة الدين و العمل به ". ص 45

- الجهل و الظلم جماع فساد العلم و العمل , فالجهل يفسد العلم لأنه ضده , و الظلم يفسد العمل لأنه ضده. و يُعبَّر عن الجهل أيضا " بالشبهة " , و عن الظلم " بالشهوة " , و من هنا كانت الفتن نوعين: فتن الشبهات: و منشؤها الجهل , و هي تتعلق بالبدع و الفساد في الإعتقاد , و فتن الشهوات: و منبعها الظلم , و تطلق على الذنوب و المعاصي التي يظلم العبد فيها نفسه أو غيره. ص 57

ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 02:40]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: قال سبحانه: " فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم و خضتم كالذي خاضوا " ... و جمع سبحانه بين الإستمتاع بالخلاق و بين الخوض لأن فساد الدين: إما أن يقع بالإعتقاد بالباطل و التكلم به , أو يقع في العمل بخلاف الإعتقاد الحق. قال الشيخ عبد السلام بن محمد: أي أن الإعتقاد الباطل و التكلم به يرجع إلى قوله " و خضتم كالذي خاضوا " و هذا هو فساد العلم , و أما العمل بخلاف الإعتقاد الحق فيرجع إلى قوله " فاستمتعتم بخلاقكم .. " و هذا هو فساد العمل. ص 57

- قال ابن تيمية: كان السلف يقولون: احذروا من الناس صنفين: " صاحب هوى قد فتنه هواه , و صاحب دنيا أعمته دنياه ". و كانوا يقولون: " احذروا فتنة العالم الفاجر و العابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون " فهذا يشبه المغضوب عليهم الذين يعلمون الحق و لا يتبعونه , و هذا يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم. ص 58

ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:23]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: وصف بعضهم أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله! عن الدنيا ما كان أصبره , و بالماضين ما كان أشبهه , أتته البدع فنفاها , و الدنيا فأباها.

- قد وصف الله أئمة المتقين فقال: " و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون " فبالصبر تترك الشهوات , و باليقين تدفع الشبهات. ص 58

- قال ابن تيمية: قلَّ من تجد في اعتقاده فسادًا إلا و هو يظهر في عمله. ص 59

- قال ابن تيمية: السيئات منشؤها الجهل و الظلم , فإن أحدا لا يفعل سيئة قبيحة إلا لعدم علمه بكونها سيئة قبيحة , أو لهواه و ميل نفسه إليها. ص 63

- قال ابن تيمية: كل من خشيه - أي الله تعالى - و أطاعه , و ترك معصيته فهو عالم , كما قال تعالى " أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " و قال رجل للشعبي: أيها العالم , فقال: إنما العالم من يخشى الله. ص 67

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015