ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 04:24]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: قال تعالى: " و من الناس من يجادل بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير ". و قال تعالى: " و من الناس من يجادل في الله بغير علم و يتّبع كلّ شيطان مّريد , كتب عليه أنه من تولاّه فإنّه يُضّله و يهديه إلى عذاب السّعير " ... إنه سبحانه ذكر ثلاثة أصناف: 1 - صنف يجادل في الله بغير علم و يتبع كل شيطان مريد , مكتوب عليه إضلال من تولاه , و هذه حال المتبع لمن يضله. 2 - و صنف يجادل في الله بغير علم و لا هدى و لا كتاب منير , ثانِيَ عطفه ليضل عن سبيل الله , و هذه حال المتبوع المستكبر الضال عن سبيل الله. 3 - ثم ذكر حال من يعبد الله على حرف , و هذه حال المتْبع لهواه , الذي إن حصل له ما يهواه من الدنيا عبد الله , و إن أصابه ما يُمتحن به في دنياه ارتد عن دينه فهذه حال من كان مريضا في إرادته و قصده , و هي حال أهل الشهوات و الأهواء , و لهذا ذكر الله في العبادة التي أصلها القصد و الإرادة.

و أما الأولان: فحال الضال و المضل , و ذلك مرض في العلم و المعرفة , و هي حال أهل الشبهات و النظر الفاسد و الجدال بالباطل , فإنه تعالى يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات , و يحب العقل الكامل عند حلول الشهوات , و لابد للعبد من معرفة الحق و قصده. ص 72 - 73

ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 09:09]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: المجتهدُ الإجتهادَ العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق و قد سلك طريقه. و أما متبع الهوى المحض: فهو من يعلم الحق و يعاند عنه. و ثم قسم آخر – و هو غالب الناس – و هو أن يكون له هوى فيه شبهة , فتجتمع الشهوة و الشبهة. فالمجتهد المحض مغفور له و مأجور , و صاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب و أما المجتهد الإجتهاد المركب من شبهة و هوى: فهو مسيء. و هم في ذلك على درجات بحسب ما يغلب , و بحسب الحسنات الماحية. ص 74

- قال ابن تيمية: كان أئمة السلف يجمعون هذين الأصلين – الإخلاص و الإتباع -: كقول الفضيل بن عياض في قوله تعالى: " ليبلوكم أيُّكم أحسن عملا ". قال: " أخلصه و أصوبه " , فقيل له: يا أبا علي! ما أخلصه و أصوبه؟ فقال: " إن العمل إذا كان صوابا و لم يكن خالصا لم يقبل , و إذا كان خالصا و لم يكن صوابا لم يقبل , حتى يكون خالصا صوابا , و الخالص: أن يكون لله , و الصواب: أن يكون على السنة ". ص 85

ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 04:06]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

- قال ابن تيمية: فمن دعا إلى غير الله فقد أشرك , و من دعا إليه بغير إذنه فقد ابتدع , و الشرك بدعة , و المبتدع يؤُول إلى الشرك , و لم يوجد مبتدع إلا و فيه نوع من الشرك , كما قال تعالى: " اتخذتم أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عمّا يشركون " و كان من إشراكهم بهم: أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم , و حرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

قال الشيخ عبد السلام بن محمد: و هو يستدل بهذا على أن البدعة تؤول إلى الشرك , فالنصارى كانوا مبتدعين حيث ابتدع لهم رهبانهم و أحبارهم شرعا لم ينزله الله , ثم آلت بدعتهم هذه إلى الشرك ... و إذا كانت البدعة تؤول إلى الشرك – كما حصل للنصارى – و الشرك ينقض الإخلاص مع ما تقرر من كون البدعة تنقض الإتباع – فقد علم بذلك أن التقصير في الإتباع يسوق إلى ضعف الإخلاص , و علم بذلك و بما بينه قبله , أن الإخلاص و الإتباع متلازمان كما أن الشرك و البدع متلازمان , و الله أعلم. ص 89

- قال تعالى: " و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله إنا إلى الله راغبون ".

- قال ابن تيمية: و قد روى ابن شاهين و اللالكائي عن سعيد بن جبير قال: " لا يقبل قول إلا بعمل , و لا يقبل قول و عمل إلا بنية , و لا يقبل قول و عمل و نية إلا بموافقة السنة ". ص 102

الحمد لله تعالى الذي بمنه و فضله إنتهت هذه السلسلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015