ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 02:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موضوع طريف نسأل الله للأخ السديس أن يجمع شتاته ويتحف بتمامه إخوانه، لكن يبدو أنه من المفيد أن نعرف رأي المخالف وفي هذا الصدد أذكر أن أبا العباس أحمد بن البناء المراكشي {ت721ه} كان يتعمد الاختصار بسبب تبحره في مختلف العلوم وإلمامه بها فلا يقدم إلا الزبدة وفي ذلك يقول:
قصدت إلى الوجازة في كلامي لعلمي بالصواب في الاختصار
ولم أحذر فهوما دون فهمي ولكن خفت إزراء الكبار
فشأن فحولة العلماء شأني وشأن البسط تعليم الصغار
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 03:47]ـ
وأيضا هناك من ذم نظم العلوم والمعارف في منظومات، وهي نوع من المتون.
وهو (أبو الريحان البيروني) في مقدمة كتابه النفيس (تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة)
مع تحفظي على هذا الكلام، فلست أوافق على شيء منه، وما زالت هذه المنظومات والمتون سببا لتخريج العلماء الفحول قديما وحديثا، وقد قالوا: من حفظ المتون حاز الفنون.
وما ذكروه في ذمها هو نفسه سبب مدحها!! لأن طالب العلم الذي يتربى على هذه المتون لن يصعب عليه فهم شيء من كلام أهل العلم، بخلاف الذي تربى على الفهم دون الحفظ، فستجد لديه الكثير من الخلل في الفهم مع عدم الحفظ، ثم هو لا يستطيع أن يحكي كلام أهل العلم على وجهه إلا نادرا؛ لأنه يحكي بألفاظه هو وغالبا ما تكون مغايرة لكلام أهل العلم في المعاني.
وحتى لو فرض أن في المتون ما يقتضي الذم فهو بسبب الخلط بينها وبين المطولات، فالمطولات وضعت للبحث والنظر، والمتون وضعت للحفظ والاستحضار، فإذا اقتصرت على الأولى فلن تحفظ، وإذا اقتصرت على الثانية فلن تفهم.
فالمختصرات لا يقصد بها الاستغناء عن المطولات، وإنما يقصد بها ضبط العلم في الصدر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - Jun-2007, صباحاً 09:53]ـ
أشكر للإخوة الفضلاء مشاركاتهم وإفادتهم، ونرجو المزيد.
وهنا تنبيه:
أنا لا أتنبى نقدها أو التحذير منها لكنه صوت مخالف لما هو مستقر عند كثير من طلبة العلم أحببت أن أسمعه من لم يسمعه، وإلا فمدح الناس للمختصرات وثناؤهم عليها عموما أو على بعض أفرادها خصوصا = لا يكاد يحصر.
وأقول هذا؛ لأني خشيت أن يظن أن أتبناه، وإن كان ما ذكرته واضحا حتى من العنوان.
= يليه ـ إن شاء الله ـ كلام ابن خلدون على المختصرات.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 02:11]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخنا موضوع موفق
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 02:30]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الاختصار فن. وليس كل أحد يجيد استخدام هذا الفن!
ومن تتبع أنواع المختصرات من مختصرات السابقين سيجد أنواعاً غريبة عجيبة.
فما الاختصار؟
وما مفهومه عند المتقدمين، والمتأخرين.
وما هي ضوابطه؟
وما شروط المختصر.
وهل الاختصار يدخل في كل علم وفي كل المصنَّفات أو هو في بعض دون بعض؟
إلى غير ذلك.
غير أني أقول _ والقول للشيخ أول):
لا أظن أن الذمَّ فيه إلا لمن أغفل بابه، وأفسد أكثر مما أصلح، ومن هنا جاء من ذم الاختصار لأمرين:
الأول: عدم وفاء المختَصر لما اختُصر؛ فمتى ما قرأت المختصر، لم يشفِ غليلك من الكتاب؛ فأنت بالطبع محتاج لمراجع الأصل لا الفرع، وحينها يكون القراءة في المختصر ضرب من تضييع الوقت!
والثاني: عدم أهليَّة المختصِر وتمكنه من العلم الذي اشتغل به، وهذا من أفحش الأخطاء اليوم عند المختصِرين.
فتجد أحدهم يزعم أنه قد اختصر كتاباً؛ فإذا ما طالعته، قلت لو خرج المصنِّف من قبره لقال: ما هذا الذي أردت الوصول إليه!!
ناهيك عن تطويل الحواشي، والفحش فيها، وإبراز فتالة العضل بذلك! وما علم المختصِر المسكين: أن الإختصارات حسن إشارات.
وما أحسن قالة الشيخ أبي مالك: (فالمختصرات لا يقصد بها الاستغناء عن المطولات، وإنما يقصد بها ضبط العلم في الصدر)
على كل هي لفتة طيبة موفقة من الشيخ المفيد، جزاه الله خيراً.
وأسأل الله أن يتم عليه نعمته؛ فيفسح له في الوقت، ويرزقه صفاء الذهن والفكر؛ فيخرج لنا درة من درره التي نعرف.
والسلام.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 03:30]ـ
لعل مقصد الشيخ رحمه الله المختصرات ذات النفَس الموغل في الغرابة والتعقيد، فهذه أضرت بأصول العلم، وحركت الهمم بدلا من ضبط مسائل العلم إلى استفراغ الوسع في حل العبارات وتتبع الألفاظ، وأما المتون المختصرة ذات اللفظ العذب السلس المنقاد، فإنها من طرق العلم المعروفة، انظروا مثلاً متون الإمام ابن قدامة، ورسالة ابن أبي زيد، وقارنوها بالزاد وبمختصر خليل، وانظروا بعد ما بين هذين النمطين من التأليف في المختصرات.
والله تعالى أعلم.
ـ[السليم]ــــــــ[11 - Jun-2007, مساء 06:40]ـ
عنوان صحفي
وليتك جعلته: (باب في مدح المطوّلات) بدلاً من (ذم المختصرات)
¥