فليراجع كتاب الشيخ مرعي "غاية المنتهى"و كتاب الشيخ عبد العزيز الحجيلان في المسائل التي اختلف فيها الكتابان.

7_ ذكر بعض المسائل المرجوحة من حيث الدليل ,والكتاب وإن كان مذهبيا لكن أحيانا توجد في المذهب رواية توافق الدليل وتكون رواية قوية بل هي الراجحة في المذهب.

8 - التقصير في حكم بعض البدع وجعلها في مرتبة المكروهات وهي من المحرمات بل من ذرائع الشرك أحيانا.

وبعد: فهذا بعض ما وقفت عليه من عيوب في هذا الكتاب المبارك وهي نقطة في بحر فضله جزى الله مؤلفه خير الجزاء.

9 - وثمة أمر آخر نشير إليه في عجالة وقد أشرنا إلى طرف منه في غضون الكلام السابق ألا وهو المقارنة بين الإقناع والمنتهى،

فأقول:

المنتهى والإقناع بابتهما واحدة ولهذا فمن الطبيعي أن يشتركا في أمور كثيرة,

فمنها: كونهما معتمدين في الفتيا والقضاء ,ومحرري المسائل والألفاظ في الجملة ,وكذا كونهما على قول واحد في الجملة, وإن ذكرا الخلاف في بعض المسائل لغرض ما.

ومنها: خلوهما من الدليل والتعليل في الغالب.

ومن المشتركات بينهما أنهما ظفرا بالاعتناء بهما شرحا وتحشية, وإن تميز المنتهى بكثرة شروحه وحواشيه لصعوبة ألفاظه.

وأما ما تميز به كل منهما عن الآخر فبحسب نظري القاصر أن الإقناع تميز بما يلي:

1 - سهولة ألفاظه بالنسبة للمنتهى فلو قرأه طالب العلم ربما لايحتاج معه إلى توضيح إلا في مواضع يسيرة وهذا من أسباب قلة شروحه وحواشيه مقارنة بالمنتهى, وهذه المزية تكاد تكون محل اتفاق بين الحنابلة.

2 - أنه أكثر مسائل من المنتهى. وقد قال غير واحد من الأصحاب: إنه لم يؤلف مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل.

3 - أنه أكثر من المنتهى في النقولات.

4 - أنه يعزو بعض الروايات لقائلها خروجا من تبعتها وأما المنتهى فقد يذكر الخلاف بلا عزو.

5 - كثرة نقوله عن شيخ الإسلام ابن تيمية وقد صرح بذلك في المقدمة ,ولا كذلك المنتهى.

6 - اهتمامه بذكر الآداب الشرعية أكثر من المنتهى. وقد يظهر غير ذلك بالتتبع.

7 - أن شرح الإقناع للبهوتي الموسوم بكشاف القناع أحسن من شرحه للمنتهى بل هو من أصوله كما صرح بذلك في مقدمة شرح المنتهى له ,فالكشاف أوسع وأشمل وأسهل بل وأكثر ذكرا للدليل والتعليل, فنفسه فيه أطول من نفسه في شرح المنتهى.

والعجيب أن حاشيته على الإقناع أحسن_ على ما ظهر لي_ من حاشيته على المنتهى ,

مما يجعلنا نتسائل:

هل كان اعتناؤه بالإقناع أكثر من المنتهى؟

أم أنه ما كان في ذهنه شرح المنتهى فأخرج ما عنده في شرح الإقناع ثم لما شرع في شرح المنتهى اختصر من شرحه على الإقناع؟

احتمالان ,ثانيهما أقرب. والله أعلم.

وأما المنتهى فتميز بأمور منها:

1 - انه أدق في الألفاظ من الإقناع.

2 - أن فيه نفسا أصوليا يظهر في غضون كلامه وفي تحرير بعض الألفاظ بما لاتجده في الإقناع.

3 - يقظة مؤلفه في الترجيح فلم يختلف قولاه في مسألة واحدة_فيما رأيت_ إلا قليلا جدا كما سبقت الإشارة إليه خلافا للإقناع فربما يذكر المسألة بحكم ثم يكررها بحكم آخر.

4 - أنه أعمد من الإقناع عند اختلافهما ,والظاهر أن هذا أمر أغلبي, فثمة مسائل يكون قول الإقناع فيها هو الراجح في المذهب ,

وفي حاشية عثمان على المنتهى يظهر لك شئ من ذلك.

على أن هناك مسائل يكون القولان فيها متكافئين لا تكاد تجزم بأرجحية أحدهما لقوة المأخذ وجلالة القائلين بهما.

وقد سبق أن السفاريني أوصى بعض تلامذته النجديين بترجيح ما في الغاية للشيخ مرعي رحمه الله عند اختلافهما, فالظاهر أن المسألة ليست بإطلاق.

5 - كثرة شروحه وحواشيه بل وحواشي شروحه وهذه مزية لا يستهان بها عند طالب العلم والتحقيق, فكم من كتاب خدم ففضل على كتاب كان أحسن منه من حيث هو هو لكن بالنظر لخدمته يكون أولى بالاعتناء.

10_ طبعات الكتاب: طبع المنتهى أكثر من طبعة مفردة ومع شروحه وحواشيه فمنها:

1 - طبعة مفردة بتحقيق الشيخ عبد الغني بن عبد الخالق في مجلدين ,وهي من أجود الطبعات وأشهرها, وممن نصح بها العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله.وقد صورت أكثر من مرة.

2 - طبعة مفردة بتحقبق الشيخ التركي حفظه الله, وهي جيدة, كعامة تحقيقاته جزاه الله خيرا, وهي في مجلدين طبع مؤسسة الرسالة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015