ترتيبا منطقيا في الجملة يدل على إتقانه ودقته.

8 - مميزات الكتاب:الكتاب في الواقع ملئ بالمميزات وقد سبق مرارا أهميته وثناء الناس عليه واقتصارهم على ما فيه ولكن نذكر هنا طرفا من مميزاته على ما يحضرني ذكره لا على سبيل الحصر فالأمر أكبر من طاقتي. فمن ذلك:

1 _أنه جمع كتابين من أعمد الكتب عند الأصحاب وزاد عليهما مسائل محررة وحذف منهما المرجوح ومالا حاجة لذكره, وهذا الجمع والعمل خدمة جليلة للمذهب لأن كلا من الكتابين لايستغنى عنه بالآخر ويمكن أن يستغنى عنهما بالمنتهى لمن قصرت همته.

2_كثرة مسائله فلا تكاد توجد مسألة مهمة إلا وذكرت فيه ولو بالمفهوم أو الإشارة ولولا ذلك ما اعتمد في القضاء والفتيا.

3_تحرير نقوله.

4 - ألفاظه فصيحة محررة في الجملة.

5 - أصالة مصادره.

6 - ظهور أثره فليس مجرد ناقل أو جامع بل مصحح ومنقح يتعقب المنقح رحمه الله ويزيد عليه.

7_ومن مزاياه التي يعز نظيرها أن مؤلفه أصولي متقن, وكتابه الفذ مختصر التحرير وشرحه شاهدان على ذلك فلا جرم أن ظهر نفسه الأصولي في غضون الكتاب في الترجيح والعبارات ودقتها ومتانتها وفي إشاراته التي قد تصعب على المبتدئ وغير المتخصص إلا أن المتمرس المتخصص يلتذ بها ويصقل.

8_أنه مرتب الذهن جدا في سياق المسائل كما أنه حاضر الذهن فلم يقع له _فيما وقفت عليه- قولان مختلفان في كتابه إلا قليلا جدا انظر مثالا لذلك 2/ 447مع547 شرح البهوتي،وحاشية عثمان 2/ 88،85

وانظر كذلك 3/ 82مع3/ 118

والعجب ان صاحب الإقناع اضطرب في هذا الموضع كما اضطرب فيه ابن النجار تماما فسبحان الله العظيم!!

وعندي مقيدات في مسائل خالف فيها المنتهى معتمد المذهب عند المتأخرين ولكن يعتورها ثلاثة أمور:

1 - أنها ليست مرتبة.

2 - أنها ليست كاملة وأنا في طور تكميلها.

3 - أن بعضها لست جازما بأنه خالف المعتمد عند المتأخرين

وأما صاحب الإقناع فقد تكرر ذلك منه في مواضع.

9 - ولعل هذا وغيره من الإخلاص والصدق فيما نحسب هو السبب في شهرة كتابه واعتماده في القضاء والفتيا من زمن مؤلفه إلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله تعالى.

9 - بعض المآخذ على الكتاب:

الحقيقة أنني أقدم رجلا وأؤخر أخرى عند الكلام في هذه النقطة فمن أنا حتى أتكلم في مثل هذا؟

لكن البحث يتطلب ذلك, مع أنه من المقرر ما قاله الشافعي رضي الله عنه"أبى الله أن يتم إلا كتابه"فلهذا سأبين ما ظهر لي من هنات لا تؤثر على الكتاب بل هي من طبيعة البشر"ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"على أن هذه الهنات قد تكون بحسب نظري القاصر لا بحسب الواقع ونفس الأمر وهي قابلة للأخذ والرد فأستعين بالله وأقول:

منها:

1 - وعورة ألفاظه وتعقيد بعض عباراته وهذا أمر لاحظه العلماء وأشار إليه في النعت الأكمل نقلا عن ابن طولون وكذا ابن بدران في المدخل وتبعه الشيخ بكر وغيرهم بل إن ابن النجار نفسه أشار لذلك في مقدمة شرحه للمنتهى فقال"لكنني لما بالغت في اختصار ألفاظه صارت ألفاظه على وجوه عرائس معانيه كالنقاب فاحتاجت إلى شرح يبرزها لمن يريد غبرازها من الطلاب والخطاب".

وهذه النقطة مما امتاز بها الإقناع على المنتهى حيث إن الإقناع واضح العبارة بل ويبسطها كثيرا ولهذا قلّت شروحه وحواشيه بالنسبة للمنتهى.

2 - التشويش في مرجع الضمائر في بعض مسائله والميل إلى الاختصار ولو على حساب التوضيح المطلوب مما يتطلب بذل وقت وجهد لفهم بعض مسائله وهذا أمر تشترك فيه المتون المختصرة في الجملة إلا ما ندر.

ولعل هذا من أسباب عدم اعتماده في التدريس والإقراء مع كونه عمدة في الفتيا والقضاء وبين المقامين فرق يعرفه أهل العلم.

3 - كثرة الجمل الاعتراضية بين الكلام أحيانا مما يشوش على القارئ ويقطع تسلسل أفكاره.

4 - التزامه بنفس تراكيب أصليه وهو أمر طيب في الجملة ودليل على الدقة والأمانة لكن في بعض المسائل والعبارات يصعب فهم عبارتهما فكان ينبغي أن يبدلها بعبارة أسهل وأوضح ,ولايضيره ذلك طالما أن المؤدى واحد, لكن الملاحظ أن الحنابلة يأخذ بعضهم ألفاظ بعض ولو كان اللفظ معقدا. وأمثلة هذا كثيرة يطول بذكرها الكلام.

5 - حاجته إلى بعض القيود في المسائل المطلقة وتحرير بعض العبارات وإن كانت قليلة.

6 - ترجيحه خلاف الراجح في المذهب في عدد من المسائل لكنها معدودة،وقد يكون قول الإقناع أقوى فيها.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015