ولو أن العبارة لم تكن "أكثر "لكان الأمر أهون _وليس بهين_.

ولو أنه قال رحمه الله "مخالفا للراجح من الروايات "بلا تقييد بالأكثرية أيضا ,لكان قريبا إذ الترجيح يختلف،ومع ذلك فترجيحه _رحمه الله _في المذهب لا يقدم على ترجيح الحجاوي وابن النجار. أما هكذا على إطلاقه فحاشا وكلا , ومنزلة الشيخ الإمام وحبه رحمه الله لايجعلنا نتعصب لكلامه في هذه المسألة مع مخالفته للتحقيق.

فلعل في هذه الإشارة اليسيرة كفاية لمن أراد الهداية وإن احتملت من البسط الشئ الكثير.

تنبيه: ليس هذا تعصبا والله للمذهب بل هو إحقاق للحق وإنصاف للعلماء ومتى تبين لي خلاف ما قررته فأنا راجع إليه وتائب إلى الله سبحانه مما كتبت وأخوكم هنا يتباحث ويستفيد من تعقيبات الأفاضل وفقهم الله لما يحب ويرضى.

ثم إن المرجع عند الاختلاف هو الكتاب والسنة ولو خالف نص أحمد رحمه الله لا نص المنتهى والإقناع فقط وإنما أقول هذا الكلام في تحقيق الراجح من المذهب فحسب ,وإلا ففي الإقناع والمنتهى وغيرهما ما قد يخالف الراجح من الأدلة وهو إن كان قليلا بحمد الله تعالى إلا أن ما خالفهما مطرح ولم يتعبدنا الله إلا بالوحي الشريف فمن تمكن من استنباط الأحكام من النصوص على جادة أهل العلم بلا شذوذ فهذا هو الواجب في حقه ومن لا فعليه ان يقلد أهل العلم لاسيما الأئمة الأربعة وتحقيق أقوالهم حينئذ في غاية الأهمية،

فنسأل الله الثبات على الحق وأن يجعلنا ممن يتحاكم إلى الوحيين ويرضى بحكمهما ويسلم تسليما.

تنبيه آخر: لا يظنن الظان أن الطالب المبتدئ ينصح بقراءة المنتهى, كلا ,بل لابد أن يقدم عليه غيره من المختصرات كعمدة الطالب للبهوتي وشرحها لعثمان النجدي وكذا الدليل للشيخ مرعي فهو مدخل جيد للمنتهى وكذا الروض المربع حتى يضبط المسائل ولايحصل له تشويش ولهذا جعله العلامة ابن بدران رحمه الله تعالى مرتبة رابعة في المنهج الذي ذكره في آخر المدخل له.

وقد طال عجبي لما قرر معهد العزيز بالله بمصر تدريس المنتهى في المذهب الحنبلي للصف الأول فيه وكان مصدر العجب أن عامة من فيه لم يقرأ في الفقه كتابا واحدا ولا حتى مختصرا ولو معاصرا كمنهج السالكين للسعدي وأيقنت يومها أن هذا المنهج لن يصلح بحال، وكان ما توقعت فما مر عام إلا وألغي المنتهى بعد أن كثرت الشكاوى من صعوبته لا على الطلبة فحسب بل على المدرسين لأنهم أصلا ليسوا متمرسين بكتب المذهب وقد شكي لي بعض الإخوة أن المدرس كان يترك الكتاب ويرجح, هكذا بلا تقرير للمذهب ولا بيان لأدلته!

فكان أن قرروا الروض المربع وهو وإن كان أيسر من سابقه وأنسب لمرحلة المبتدئين والمنهجية في التعليم إلا أنه لا يصلح للمبتدئين في مصر_ على الأقل_ لأمور كثيرة ليس هذا موضع بيانها. فنسأل الله للقائمين على هذا المعهد الهداية والسداد.

7 - وصف عام للكتاب: ابتدأ ابن النجار كتابه بحمد الله تعالى والثناء عليه, ثم الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم ,ثم بين أهمية التنقيح والمقنع فقال"وبعد:فالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع قد كان المذهب محتاجا إلى مثله إلا أنه غير مستغن عن أصله " ثم بين عمله الجليل فقال: "فاستخرت الله تعالى أن أجمع مسائلهما في واحد مع ضم ما تيسر عقله من الفوائد الشوارد ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بني عليه ".

وقد بناه على قول واحد في الجملة فقال: "ولا أذكر قولا غير ما قدم أو صحح في التنقيح إلا إذا كان عليه العمل أو شهر أو قوي الخلاف فربما أشير ,وحيث قلت: قيل وقيل_ ويندر ذلك_ فلعدم الوقوف على تصحيح, وإن كانا لواحد ,فلإطلاق احتماليه". وترجيحاته رحمه الله عمدة عند المتأخرين كما سبق.

ثم ابتدأ بكتاب الطهارة فالصلاة فالزكاة فالصوم فالحج ثم الجهاد ثم المعاملات ,البيع فما يتبعه, وقد سار على ترتيب أصليه ولم يخل به. وصرح رحمه الله بحذف المستغنى عنه للعلم به أو لعدم أهميته أو لذكر عبارة أخصر من عبارتهما أو عبارة أحدهما.وحذف كذلك القول المرجوح ومابني عليه. واهتم بذكر القول الثاني إن كان عليه عمل الناس والقضاة مما يبين أهمية الاعتناء بما عليه علماء الزمان وإن كان مرجوحا من حيث النظر. ويهتم المصنف رحمه الله تعالى بذكر الحدود الاصطلاحية لا اللغوية في عامة الأبواب, ويرتب المسائل على الأبواب والفصول

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015