ومنها:تحريرات على المنتهى.لياسين اللبدي وهي نفيسة, كذا وصفها ابن حميد في السحب. وذكر الشيخ بكر حاشية لحفيد المؤلف عثمان بن أحمد بن محمد بن أحمد الفتوحي.
وهناك حاشية للعلامة الخلوتي ابن أخت منصور البهوتي وزوج ابنته وتلميذه وهي نفيسة كما يظهر من النقل عنها.
جردت بعد موته فبلغت أربعين كراسا كما قال ابن بدران في المدخل.
ومن أنفس حواشيه حاشية العلامة المحقق عثمان النجدي ,
قال ابن بدران"وهي حاشية نافعة تميل إلى التحقيق والتدقيق" وهي من أنفس ما يقرأ طالب العلم. وقد طبعت في خمسة مجلدات بتحقيق الشيخ الفاضل التركي حفظه الله وهي جديرة بالاقتناء.
وهناك حواش أخرى على هذا المتن النفيس مذكورة في كتب المداخل، فلتنظر هنالك.
وهكذا كثر اهتمام الحنابلة بالمنتهى قراءة وإقراء وجمعا له مع غيره واختصارا وشرحا وتحشية وتعاليق بل وحفظا أحيانا مع وعورة ألفاظه وصعوبة حفظه وممن كان يحفظه من المعاصرين العلامة الشيخ ابن مانع والعلامة الشيخ ابن حميد رحمهما الله كما ذكر ذلك الشيخ بكر وغيره. وكان الشيخ العلامة السعدي رحمه الله يشرحه لطلابه ويعتني به جدا. ولعل من نافلة القول بعد ذلك كله أن نقول: إنه يقبح بطالب العلم الحنبلي ألا يقتني هذا الكتاب المبارك ويقرأه , بل حتى غير الحنبلي ممن يريد معرفة المذهب وتحقيق القول في الروايات المختلفة و معرفة الراجح منها عند الأصحاب.
تتمة: ذكر الشيخ ابن قاسم رحمه الله تعالى في مقدمة حاشيته النفيسة على الروض قول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى"أكثر ما في الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه" وهو موجود في الدرر السنية في الأجوبة النجدية.
ومع الأسف الشديد أن هذه المقولة انتشرت وصارت أمرا مسلما عند كثير من طلبة العلم في هذا الزمان وصارت تكأة لمن أراد العبث بالمذاهب وادعاء الاجتهاد المطلق, ولست هنا بصدد المناقشة المستفيضة لهذا الكلام غير أني لا أشك أن هذا الكلام بهذا الإطلاق خطأ بين ولو قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ,فلعل الكلام كان في سياق ما ولم ينقل كاملا, أو كان في معرض الرد على متعصبة المذاهب فحصلت فيه هذه المبالغة, أو قيل في مناظرة ونحوها, ومعلوم أن المناظرات يحصل فيها من ضيق الصدر والتوسع في الكلام وعدم التحرير ما لا يحصل في غيرها وربما يقول المحقق في المناظرة ما لايرتضيه في مقام آخر بل ما يعلم خطأه.
وأيا ما كان الأمر فهذا من باب التماس العذر للشيخ رضي الله عنه وإلا ففي هذه العبارة مبالغة واضحة وهي خطأ محض إن كانت الأكثرية على بابها. وفي الحقيقة لست أشك أن الشيخ الإمام مع جلالته ومنزلته عند أهل العلم بلا ريب ليس كمن سبقه من الحنابلة في الاهتمام بالمذهب وكتبه وتحقيق رواياته وهذا لاينقص من قدره ولكن كما قال الله تعالى "قد علم كل أناس مشربهم"والشيخ رحمه الله اهتم بالتوحيد والجهاد ما لم يهتم بغيرهما وحق له أن يكون كذلك وقد فتح الله به ونفع فكان رضي الله عنه أمة وحده فنسأل الله أن يجزل له الأجر والثواب ويدخله الجنة بغير حساب.
ولكن منزلته وفضله لا تجعلنا نقبل العبارة على إطلاقها إذ لو صحت هذه العبارة فهي طعن في أصلي المنتهى المقنع والتنقيح ولهما في التحقيق القدح المعلى والنصيب المجلى, والأخير في غاية التحرير والاعتماد وهومختصر من الإنصاف بل مقدم عليه عند الاختلاف فإبطاله إبطال للإنصاف وهو جهد لايستهان به البتة من المنقح رحمه الله, ومن رجع إلى مقدمة الإنصاف علم أن ترجيح الروايات عندهم ليس عشوائيا بل هو مبني على قواعد وسبر لكتب الإمام والأصحاب الكبار المحققين, على أن ترجيح الروايات يختلف من طور إلى طور وعصر إلى عصر فليس ما رجحه المتوسطون موافقا لكل ما رجحه المتقدمون وهكذا الحال مع المتأخرين ,ثم إن المذهب ليس هو أقوال الإمام فقط بل مجموع أقواله بالنص والإيماء والإشارة والتخريج ونحو ذلك مما هو معلوم وكذا أقوال أصحابه وتخريجاتهم وتفريعاتهم على قواعده فهو مدرسة متكاملة وجهد لمجموعة من الأفاضل.
ثم إن أقوال أحمد رحمه الله منتشرة كثيرة وقد وقف المنقح ومن سبقه منها على مالم يقف عليه من بعدهم فهم أدرى به وأفهم لكلامه وأوعب له ممن جاء بعدهم.
¥