تعالى أن اجمع مسائلهما في واحد مع ضم ما تيسر عقله من الفوائد الشوارد ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بني عليه ولا أذكر قولا غير ما قدم أو صحح في التنقيح إلا إذا كان عليه العمل أو شهر أو قوي الخلاف فربما أشير إليه ".
واعلم أيها القارئ الكريم _علمك الله الخير _ أن فكرة الجمع بين المقنع والتنقيح لم تكن قاصرة على ابن النجار بل سبقه إليها شهاب الدين العسكري ووصل فيه إلى الوصايا ولم يكمله.
وقد زعم ابن طولون في "سكردان الأخبار" أن الشويكي شرع في تكملته ونقلها عنه في السحب وكذا الشيخ بكر في المدخل ولم يتعقباه!
وقد بين الشيخ ناصر الميمان في مقدمة تحقيقه للتوضيح خطأ هذا الزعم بما لا مزيد عليه فراجعه غير مأمور إذ هو خارج عن نطاق البحث وإنما ذكرته استطرادا.
وممن جمع بينهما العلامة الشويكي في التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح , وكتابه هذا من النفاسة بمكان وقد طبع طبعتان أحسنهما طبعة ناصر الميمان في المكتبة المكية في ثلاثة مجلدات. وهو أسهل تناولا وأوضح عبارة من المنتهى حتى قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى"تأملت كتاب التوضيح للشويكي فوجدته أنفع وأحسن من المنتهى"لكنه لم يرزق من الشهرة والاعتماد والشروح والحواشي ما رزقه المنتهى ولا نصفه , فلله الحكمة البالغة.
وأشير هنا إلى أمر مهم وهو أن الكتاب أعني التوضيح كامل خلافا للزركلي في "الأعلام" وتبعه الشيخ بكر في "المدخل"،
ولعل هذا خلط بين كتاب العسكري الذي لم يتم بالفعل وكتاب الشويكي.
ولنرجع إلى المنتهى فنقول: قد كثرت شروح المنتهى وحواشيه واحتفى به الأصحاب أيما احتفاء, فمن شروحه: شرح المؤلف نفسه وسبق الإشارة إليه وطبع بتحقيق الشيخ عبد الملك بن دهيش, وهو أصل لمن جاء بعده وغالب استمداده من الفروع لابن مفلح.
ومنها: شرح العلامة منصور البهوتي وهو شرح نفيس محرر،
قال بعضهم: يا من يروم بفقهه ... في الدين نيل مطالب
اقرأ لشرح المنتهى ... واحفظ دليل الطالب
وقد استمد شرحه _كما سبق_ من شرح ابن النجار ومن كشاف القناع للبهوتي نفسه رحمه الله وأحسن طبعاته التي بتحقيق التركي وقد طبعت في مؤسسة الرسالة.
وعلى هذا الشرح جملة من الحواشي فمنها: حاشية للعلامة ابن فيروز وصفت بأنها جليلة وأنه حقق فيها ودقق كعادته رحمه الله ,ولم أقف عليها لكن ذكرها العلامة الشيخ بكر رعاه الله في المدخل المفصل وقال: "قال ابن مانع"حقق فيها ودقق "وجردها صاحب السحب الوابلة وضم إليها ما تيسر له من غيرها.
ومن حواشيه أي شرح البهوتي: حاشية للفداغي سليمان بن إبراهيم النجدي ذكرها الشيخ بكر وقال باسم"تذكرة الطالب لكشف المسائل الغرائب" وعليه حاشية للعلامة أبو بطين مفتي الديار النجدية رحمه الله تعالى.
ومنها: حاشية لابن غنام النجدي, وحاشية لابن حميد صاحب السحب الوابلة وصل فيها إلى العتق وحاشية لابن بدران وصل فيها إلى السلم ذكرها هو نفسه في المدخل له وقال: إنه توقف لما فترت همته لعدم وجود حنابلة بدمشق. فالله المستعان.
وهناك حاشية أيضا لأحمد بن أحمد المقدسي باسم "فتح مولى النهى لديباجة شرح المنتهى".ذكر ذلك كله الشيخ بكر حفظه الله في المدخل المفصل.
وثمةحاشية للدنوشري ,قال عنها ابن حميد في ترجمته من السحب"له تعليقات نفيسة على شرح المنتهى أكثرها على شرح الخطبة تدل على براعته"وهو من تلاميذ منصور البهوتي رحمه الله تعالى. وحاشية لابن عوض أحمد بن محمد المرداوي النابلسي.
وهذه الحواشي تبين نفاسة شرح الشيخ منصور رحمه الله واعتناء العلماء به.
وممن شرح المنتهى أيضا: ابن العماد صاحب الشذرات واسم شرحه هذا بغية أولي النهى.
وثم شرح للعوفي تلميذ العلامة منصور البهوتي.
وشرح للشيخ إبراهيم بن أبي بكر إسماعيل الذنابي العوفي الصالحي المصري في عدة مجلدات. وشرح للتاج البهوتي تلميذ ابن النجار وقد نقل عنه عثمان النجدي في حاشيته في مواضع كثيرة.
وأما حواشي المنتهى فمنها: حاشية لمنصورالبهوتي باسم "إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى" طبعت في مجلدين بتحقيق الشيخ عبد الملك ابن دهيش وهي طبعة رديئة للغاية كثيرة التصحيف والتحريف سامح الله محققها.
¥