ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 01:59]ـ
يقول الدكتور عبدالله النفيسي ((وإذا أرادت الصحوة الإسلامية أن تحتضنها الجماهير فيجب على الصحوة الإسلامية أن تبادر هي في احتضان الجماهير من خلال الانحياز الدائم لها وضبط العلاقة بها وفق نظرية موضوعية في العلاقات الشعبية، يجب أن ينعكس هذا الأمر على طبيعة لغة التخاطب مع الناس، لا بد من الرفق معهم وحسن التأتي والابتعاد عن مخاطبة الناس بلغة القضاة الأوصياء لأننا في الأساس دعاة لا قضاة. كما أنه يجب أن ينعكس على طبيعة التعامل مع الناس واستعدادنا التام للتآلف معهم في إطار المباح وعدم الاعتزال لما في العزلة من ضرر على الصحوة الإسلامية)).)). [1] ==========================
[1] مستقبل الصحوة الإسلامية، ص21.
(قلت): نشر هذا الكتاب عام 1404 هـ وهي مرحلة من حقبة اكتسب فيها اصطلاح "الصحوة" زخماً خاصاً لم يعد اليوم كما كان حينئذ.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:53]ـ
قلت: .... فقه بلا أخلاق = ماله في العلم النافع من خلاق
في مراجعة مصطلح " الفقيه"
بقلم د. أبو أمامة بن الشلي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ربما بدا من غير المنطقي لكثير من الباحثين والدارسين أن نكتب عن واحدة من القضايا المسلمة؛ بإثارة مثل هذا السؤال الذي غدا جوابه معلوما لدى كل طلبة الفقه والشريعة فضلا عمن درج وانتهى في هذا السبيل.
ونريد من القاريء الكريم ألا يستعجل الحكم، وأن يتأنى في تقرير النتائج، حتى لا يفاجأ بمنطقية التساؤل ومعقولية الاستفهام.
ذلك أنا ورثنا تراثا فقهيا هو نتيجة تفاعل العقل مع النص مصحوبا بتأثير الزمان والمكان، وقد غدا هذا التراث مع مرور الحقب وضعف الهمم حقائق لا تقبل النقض؛ من كثرة التلقين والتكرار، على نحو قول القائل: خطأ مشهور خير من صواب مهجور!. والفقه بداهة هو واحد من علوم الشريعة أو من علوم الدين أو العلوم الإسلامية -كما يحلو للبعض أن يسميها- وهي في جوهرها جميعا ترتد إلى التعريف بالخالق عز وجل وبمهمة الانسان في هذا الوجود، فأين تتجلى هذه الحقيقة في مباحث هذا العلم؟ في ربع العبادات تفصيلات كثيرة تصل إلى حد الإغراق أحيانا، ولكنك تعدم أن ترى مباحث عن الخشوع والإخلاص وعن الآفات الخفية للعبادة؛ والتي يمكن أن تعود عليها بالنقض والإبطال؛ من مثل الرياء وحب المحمدة والنفاق .. !.
وفي ربع المعاملات المالية تفصيلات وتوضيحات لمباحث الحلال والحرام، وما يصح وما لا يصح من أنواع التصرفات قولا وعملا، ولكن من النادر أن تظفر بحديث عن تسخير الكون بما فيه لهذا الانسان من أجل التقوّي على طاعة الله، وعن توقيت الملك وزواله مهما أوتي الانسان! وعن حب الخير للناس؛ والسعي إلى نفعهم ... الخ.
وفي ربع الجنايات تفريعات ومباحث مهمة تحدد نوع العدوان وما يقابله من العفو أو القصاص .. ولكن من النادر أن تجد حديثا عن التوبة أو طرق الوقاية من الجريمة قبل وقوعها ودور المجتمع بكل فئاته في ذلك! كان الفقهاء في صدر الإسلام هم القراء وكان يتردد عندهم أن رأس الحكمة مخافة الله عز وجل وأن «الفقه ليس بكثرة الرواية إنما الفقيه الذي يخشى الله عز وجل».
وقدكتب حافظ المغرب أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله فصلا ممتعا في كتابه جامع بيان العلم عنونه بـ (باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا) (1) ومما جاء فيه: قول الإمام علّي رضي الله عنه: «ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا: بلى. قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها تدبر» (2).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «لن تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها كثيرة، ولن تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك من الناس» (3).
¥