ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 09:29]ـ

لا أعتقد أن العالم يلزمه ذلك لأن الأمر يصعب عليه كثيرا

وقد سئل الإمام أحمد عن أكل الدب فقال إن كان له ناب فلا وإلا فيجوز

فالإمام لا يعرف هل له ناب أم لا

المهم أن يعطي القاعدة في ذلك

فإذا سئلت بطاقة ائتمانية مثلا فليس من عمل المفتي أن يقف على كل شيء بل يكفيه أن يضع أربعة ضوابط تكفي لهذه البطاقة ولغيرها وتكون فتواه محررة رائقة

وفقكم الله لكل خير. صحيح أنه لا يجب عليه العلم بكل شيء، بل ولا العلم بكل "أنواع" البطاقات الإئتمانية، ولكن يلزمه أن يعلم "جنس" البطاقات الإئتمانية: ماهي، أبرز استعمالاتها؟ قد يحصل العلم بذلك بمجرد القراءة والإطلاع وقد لا يحصل إلا باستشارة أهل التخصص. وزمان اليوم في تعقيد قضاياه وتشابك مسائله ليس كزمن الإمام أحمد، إذ بات الاستفصال اليوم أكثر إلحاحاً وهذا لا يحصل بلا إطلاع كافٍ على المراد. ويزيد الأمر خطورة و حساسية عندما يتعلق بـ "المفاهيم" و "المباديء" و "المعتقدات"، حيث نحتاج إلى أكثر من مجرد "قاعدة" أو "ضابط" مثل حديث الناس اليوم عن "البرمجة اللغوية العصبية". ومشكلة الاعتماد على القواعد في بعض الأحيان أنها ليست كافيه أو شافية، فلو قلنا كلما سألنا سائل عن أمر نجهله:"إن كان ضاراً فاتركه وإن لم يكن فلا بأس" أو "انظر في نشاط الشركة فإن كان محرماً فالمساهمة حرام" لكانت الفتوى أسهل الوظائف، ولكن السائل كما تعلم لا يستطيع في الغالب أن يميز بنفسه ويتقين حرمة هذا الشيء أو ذاك لقلة علمه أو ضعف البصيرة الدينية التي هي من خصائص التقاة من أهل العلم، وهنا يبرز دور العالم الرباني في بيان العلم و إزالة اللبس، ومن الأمثلة المشرقة شيخ الاسلام ابن تيمية: اطلاع واسع على القدر المُحتاج إليه من انواع العلوم وكانت النتيجة فتاواه الكافيه الشافيه. إن العالم أو طالب ليس مطالباً بمعرفة كل شيء عن كل شيء، وإنما بمعرفة "كل" ما يحتاج إليه لتكون فتواه أكثر نفعاً و أقوى حجة و أعز برهاناً مما لو اعتمد في أكثر فتاواه على مجرد "القواعد". واذكر كلاماً للطاهر ابن عاشور في كتابه كتاب المقاصد أنه تناول قضية مشابهة، وذكر أنه لما سأل بعض أهل العلم في وقته عن "خنزير البحر" قالوا: مادام "خنزيراً" فهو حرام! وانتقد من اقتصر على المسميات والشكليات دون الوقوف على حقائق ما وراء ذلك، ولا يأتي ذلك إلا بالتعمق والتفهم.

... وأسعدكم الله بطاعته.

ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[29 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 11:16]ـ

مما يتعلق بما ذكره الأخ صاحب الموضوع حول مواكبة العالم للمستجدات, فإني اذكر أن أحد المفتين - وفقه الله - سأل عن صورة معاصر للمتاجرة في العملات وذكر السائل اسما إنجليزيا تسمى به هذه الصورة, فتوقعت من المفتى أن يقول للسائل أنه لا بد من وقوفه على صورة المسألة أو نحو من ذلك قبل أن يفتي فيها أو يقول أنه لم يسمع بها, فإذا به يعرف ربا الفضل ويذكر حكمه مع الدليل وينتهي الجواب!!

فمثل هذا التقعيد لا يشفي السائل ولا يعينه على معرفة حكم المسألة, بل تراه محتارا وربما وقع في ذلك المفتى وعمم على بقية المفتين بأنهم لا يفهمون واقع المعاملات ونحو ذلك

ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 11:34]ـ

وفقكم الله وبارك فيكم

اسمح لي أن أبتعد عن حرفية الحوار إلى مناقشة الأفكار قبل أن أعلق على بعض ما تفضلت به وأمتعتنا به

قد تستغرب إن قلت لك إني لا أرى هذا الوصف والتشخيص للواقع دقيقا = كل عالم يكتب عن زمنه بما تكتبه أنت الآن في تشخيص واقعك

في كل زمن يحدث " طفرة " ونهضة ومستجدات فيكتب المفكر والعالم عن زمنه ما تكتبه أنت تماما

مكمن المشكلة أنك حينما تجلس مع العلماء الكبار جدا كالشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان - أضرب بهم لأني جلست معهم- لا تجد عنده تغير الزمن مشكلة في التغير المعرفي والفقهي أبدا

بل عنده استعداد لبحث وترجيح المسائل

الخلل أننا حينما لا نفهم أو لا نرتضي قولا أو حينما يتكلم المتخصص =" بلغة هذا العصر"= تجد أنه هو من يزاحم ويخالف فلم تكن المشكلة في العالم وإنما هي فيه

خذ مثلا باب المعاملات وباب الطب النفسي وغيرها لا تجد الخلاف بين الفقيه والمتخصص في تصور المسائل وإنما الخلاف في أن المتخصص يريد أن يلزم الفقيه على توصيف معين لمسألته مثلا

أشعر كثيرا وأنا أقرأ أو أسمع بعض الأطروحات أن هناك مبالغة ظاهرة =ففي كل زمن يندب العلماء من يفتي بغير علم، وفي كل زمن يندب العلماء قلة المشتغلين بالعلم وفي كل زمن يندب العلماء غزو العلوم المستوردة من الكفار = فلا جديد

قناعتي الشخصية أن الأمة بحاجة إلى عالم رباني فمادام أن هذا العالم موجود فالأمة بخير وبمأمن إن شاء الله

ضلال الأمة إذا وجدوا الأئمة المضلين وعدم الإمام القائم بأمر الله

وفي عصرنا هذا وهو محل النقاش الأمة بها من العلماء الذين يحمي الله بهم الشريعة فليست هناك معضلة من هذه الجهة

المشكلة كما قلت وأكرر معنا معشر طلبة العلم والله المستعان

ما مدى استفادتنا منهم؟ وماهو واقعنا معهم؟

هنا الإجابة المؤلمة

قضايا الجهاد، قضايا المعاملات، قضايا العلاقات الدولية

لو سكت المتعالمون وجعلوا النقاش يدور بين الكبار في هذه المسائل لم يكن هناك أزمة بحجم الأزمة الموجودة على الساحة

بل ومن نظر إقليمي = أمورنا مثلا في السعودية لو تركت مثل هذه المسائل إلى أهلها هل سيحدث ما نراه في ساحتنا

الجواب: لا

ولي عودة ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015