ـ[المسلم السلفى]ــــــــ[25 - عز وجلec-2010, مساء 03:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أوروبا في القرن السابع الميلادي، عصر كان فيه الحكام يتقاتلون فيما بينهم للسيطرة على ما تبقى من الإمبراطورية الرومانية البائدة، عام 711 تسلم الملك "رودريك" زمام الحكم في إسبانيا دون أن يعير أهمية إلى القوة الجديدة النامية في الجزيرة العربية، اعتبر فتح المسلمين للأندلس منعطفًا حاسمًا في التاريخ الأوروبي.
تحولت أوروبا إلى ساحة للمعارك الدامية تجولها عصابات مرتزقة والملوك المتحاربين، عرفت تلك الحقبة بعصر الظلام، استقر "الفيسكوتس" في إسبانيا رغم مناخها القاسي والحار، حملوا الخوف والرعب عبر القرون التالية للفلاحين والمزارعين ممن لجؤوا إلى الكنيسة البباوية طلبًا للحماية.
من يمكنه حصر تلك المآسي، من يستطيع أن يعدد هذا الحجم من الدمار، حتى لو تحولت جميع الأطراف سيكون الأمر أبعد من القدرة البشرية على التعبير، ثم بدأت القصة، في العام الرابع من تولي الإمبراطور "جوستنيان" زمام العرش، تسلم الوليد بن عبد الملك مقاليد الحكم خلفًا لوالده في الخلافة الأموية.
كانت القوة الإسلامية تكبر منذ نزول أول آية قرآنية.
بسم الله الرحمن الرحيم
?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ? [سورة العلق، الآيات 4:1]
وهبَّ نور المشرق ينتشر في بقاع جديدة كل يوم وبدأت رقعة الدولة الإسلامية في الاتساع مع الفتوحات الإسلامية حتى وصلت إلى شمال إفريقيا.
مع بداية القرن الميلادي الثامن وصلوا إلى الحدود مع أوروبا، عين الخليفة الوليد "موسى بن نصير" ليكون عاملاً على شمال إفريقيا، أراد أن ينشر نور الإسلام في قارة أوروبا الواقعة خلف البحر.
مات الملك "ويتيزا" الذي حكم إسبانيا لتسعة أعوام، كانت التقاليد المتبعة تنص على أن يجتمع البارونات حين يبلغ ملك الفيسكوتس الكبر ليختاروا خلفه.
أدى الموت المفاجئ للملك إلى حالة خطيرة من الفراغ في السلطة شعر رجال الكنيسة بالقلق، فلا بد من إيجاد ملك جديد، كتب أحد المؤرخين يقول: إنه في هذه اللحظة بالذات قام بارون "فيسكوتسي" اسمه "رودريك" بالاستيلاء على المملكة بالتآمر مع ضباط القصر وأتباعه.
كان "رودريك" زعيمًا قويًّا انطلق من قاعدة قوته الأساسية في بلدة "ميريدا" جنوبي إسبانيا، كان "رودريك" متأكدًا من دحره لباقي البارونات وحكم البلاد وكانت تلك فرصته، فسرعان ما نظم جيشًا وانطلق إلى العاصمة للمطالبة بالعرش.
ضمن أجواء عدم الاستقرار السائدة كانت جميع القوانين تصدر عن الكنيسة، حتى بعد استيلائه على العرش، كانت موافقة الأساقفة ضرورية لاستمرار "رودريك" في توليه الحكم.
كان اهتمام الكنيسة يتركز على الاستقرار والحماية التي يمكن لملك قوي أن يضمنهما.
بداية العرش الجديد كانت مرحلة ضعف، على الملك أن يواجه فيها التحديات ويثبت جدارته في المعارك، وكان هذا ما ينطبق تمامًا على رودريك، كان رودريك يتلقى الدعم القوي من منطقته في الجنوب كما أن بعض بارونات الشمال عرضوا المساعدة أيضًا.
قررت الكنيسة أن تدعم رودريك كمرشح أوفر حظًّا لتوحيد مملكة "الفيسكوتس".
كانت عملية التتويج بمثابة خطوة في المجهول، فهل سيتمكن رودريك من الحفاظ على تماسك المملكة.
مع وضع التاج على رأس الملك الفيسكوتسي، بدأت تظهر في الأفق تحديات منافس قوي.
نسي رودريك المشاعر المحبطة التي شعر بها حين بدأ العمل على وقف الهجمات القادمة من جبال الباسك على شمال إسبانيا، كان يعلم رودريك أنه إذا ما لم يطمع الباسك ستنفصل مناطق أخرى عنه ما يعني تفكك مملكته.
أخذ ينطلق نحو الشمال البعيد دون أن يشعر بأن الفاتحين المسلمين على أبواب بلاده من ناحية الجنوب.
قبل أن يتجه المسلمون إلى فتح إسبانيا كان عليهم أن يعززوا سلطانهم في شمال إفريقيا.
كان البرابرة شعبًا قويًّا مستقلاً وهم يُعرفون باللاتينية بلقب "برباروس".
¥