ومنها ما يرجع إلى علم الحديث ككتب الحديث المتعلقة بعلومه رواية ودراية.

ومنها ما يرجع إلى علوم العقائد ككتب الفرق الملل والنحل السابقة واللاحقة، وأيضا بعض الكتب السماوية المتقدمة كالتوراة والإنجيل وغيرها.

ومنها كتب الدراسات والأطروحات المعاصرة والتي تعنى بهذا الموضوع. وهي أيضا كثيرة ومتنوعة.

ولم تقف هذه المصادر والمراجع عند هذا الحد بل شملت كذلك كثيرا من المخطوطات، مما يدل على الموسوعية والاستقصاء في البحث.

هذا باختصار ما يتعلق بمحتويات الكتاب.

وأما خاتمة الكتاب فقد لخص فيها المؤلف ما خلص فيه من بحثه:

وهذه الخلاصة تتمثل في:

أن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تتأتى إلا بالتعريف به، وفي مقدمة ما يجب أن يعرف عنه أسماءه.

وأن معرفة أسمائه سنة يأخذها الآخر عن الأول.

وأن هذه المعرفة كانت سائدة حيث ألفت فيها الكتب وصنفت فيها المصنفات.

وأن معرفة أسماءه ينبغي أن تكون علما يؤخذ بأسبابه المنهجية.

ويجب أن تترجم إلى لغات العالم، حتى يخرق الحصار المضروب على هذا النوع من المعرفة.

وأن البحث في الكتب المتقدمة عن أسمائه لا ينبغي أن يتوقف بدعوى غلب الباب في وجه الإسرائليات.

وأن الحوار مع أهل الكتاب هو من أجل الوقوف على حقيقة الإسلام الموجودة في كتبهم، وعلى صفة وشأن ومبعث محمد صلى الله عليه وسلم.

وأن عدد الأسماء التي جاء في الحديث لا يفيد الحصر.

وأن هذه الأسماء على تعدادها واختلافها وتنوعها، لا تعني غير محمد صلى الله عليه وسلم فهو المقصود بها.

وأن هذه المحاولة التي قام بها المؤلف لا يدعي بها الاستقصاء في معرفة عدد الأسماء ولا التوقف النهائي عند المعاني والدلالات التي حوتها مباني هذه الأسماء، وإنما هي محاولة توضيح وبيان، الأساس منها كشف هذه الأسماء والنعوت والأوصاف، والتمييز بينها من أجل معرفتها.

هذا ملخص ما خلص إليه المؤلف حفظه الله من بحثه القيم هذا، وفي نظري يعد هذا السفر المبارك موسوعة علمية تضمنت ما يتعلق بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته وأوصافه، إحصاء وتتبعا، وشرحا وبيانا، كما أنه يشكل مادة علمية دسمة فيما يتعلق بعلوم السيرة واللغة والتفسير والحديث والعقائد بما فيها الملل والنحل, وغيرها من العلوم والمعارف، وهو جهد رفيع، يضاف إلى الجهود الأخرى التي ميزت شخصية العلامة الدكتور محمد خروبات حفظه المولى، والتي حظيت باهتمام بالغ من كثير من المثقفين وطلبة العلم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، ودرجاتهم العلمية.

والكتاب في النهاية جهد جبار لم يأت من فراغ بل هو نتاج تجربة طويلة وخبرة كبيرة في ميدان العلم والبحث والتدريس، وهو بحث نفيس يضاف إلى رصيد المكتبة الإسلامية.

وكتبه رشيد الزات: طالب باحث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015