بالإضافة إلى أن هذا البحث" سيمكن الدعاة إلى الله من تقوية حجتهم، والنجاح في مهمتهم، كما سيمكن الباحثين في العلوم الإسلامية من توسيع مداركهم في مجال السيرة النبوية ودراسة المذاهب والعقائد والفرق، كما أنه سيساعد المتحاورين مع أهل الكتاب، ودعاة حوار الأديان، من الوقوف على أسباب انحراف العقائد الأخرى للتخلص من رواسب الشذوذ الفكري الداعي إلى الانحراف عن عقيدة الإسلام".
هذا باختصار ما حوته المقدمة العامة.
أما محتويات الكتاب فقد ذكرت أنه يتألف من خمسة فصول:
أما الفصل الأول فهو في: علم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
الفصل الثاني: الأسماء التي ذكر بها في القرآن الكريم.
الفصل الثالث: في الأسماء المركبة أو المضافة.
الفصل الرابع: أسماءه على أوزان مختلفة.
الفصل الخامس: أسماءه في الكتب المتقدمة مع بحث الكنية واللقب.
وتحت كل فصل من هذه الفصول مباحث كثيرة مطولة، ومناقشات مفيدة، وتعليقات قيمة، تدل على رسوخ قدم المؤلف في علم السيرة النبوية.
وقد سلك المؤلف في بحثه هذا منهجا قويما يقوم على عرض المسائل وتحليلها ومناقشتها مناقشة علمية، في إطار البحث العلمي الرصين، والخلق الإسلامي القويم. معتمدا في ذلك على الدقة في البحث، مع جزالة العبارة وسلاسة الأسلوب بحيث يفهم القارئ المعنى المراد دون عناء ولا تعب.
وقد تتبع المؤلف أسماء النبي صلى الله عليه وأوصافه ونعوته الوردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، والكتب السماوية المتقدمة كالتوراة والإنجيل، معتمدا في ذلك قواعد المحدثين في تمحيص الصحيح من الضعيف، فيما وردت به الآثار من ذلك. مع مناقشة أهل الكتاب فيما ورد في كتبهم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأوصافه ونعوته مما لم تطله أيدي الطمس والكتمان، وتناولته أيدي التحريف والتبديل والإلحاد، حيث حرفوا وغيروا وبدلوا فيما وجد عندهم من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وعدلوا بها عن معناها الصحيح إلى معاني أخرى تتوافق وما هم عليه من الكفر والإلحاد والزندقة، فناقشهم المؤلف حفظه الله في ذلك مناقشة علمية مبينا خطأهم وزيغهم عن الصواب فيما ذهبوا إليه، مع بيان وجه الحق والصواب الذي زاغوا عنه.
وبعد تتبع المؤلف لأسماء النبي صلى الله عليه وسلم وأوصافه ونعوته سواء في القرآن أو السنة أو الكتب المتقدمة، فقد شرحها شرحا وافيا مستفيضا، معتمدا في ذلك معاجم اللغة في تحليل هذه الأسماء والأوصاف من حيث اللغة، مع ما يكتنف ذلك من الإشارات البديعة إلى معانيها القيمية والروحية، وإلى دلالاتها المتنوعة، معتمدا في بيان هذه المعاني كلام كثير من أهل العلم المطلعين، الذين أثروا الموضوع بموروث علمي زاخر كالإمام أبي الخطاب ابن دحية، والإمام القاضي عياض، والإمام الغزالي، والإمام ابن تيمية، وغيرهم كثير.
كما نجد المؤلف قد اعتمد أيضا الميزان الصرفي في تصنيف كثير من هذه الأسماء على حسب الأوزان الصرفية المختلفة، فمنها مثلا ما جاء على وزن مفعل كالمبشر، ومفتعل كالمجتبى، ومفعل كالمزكي. وغيرها كثير جاء على أوزان مختلفة.
كما نجده في أحد المباحث وهو المبحث الخامس من الفصل الأول قد لخص هذه الأسماء ورتبها على حسب حروف المعجم، مما يسهل إحصاءها، والإطلاع عليها مجتمعة.
ولا تفتني الإشارة كذلك إلى أن الكتاب أيضا احتوى على بعض الأشعار الفصيحة التي اشتملت على كثير من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم منسوبة لفحول الشعراء في الجاهلية والإسلام كأبي طالب، وحسان بن ثابت، وغيرهما. مع الإشارة كذلك إلى بعض المنظومات في السيرة النبوية والتي تناولت جانب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته وأوصافه، كمنظومة العراقي في السيرة وغيرها.
أما مصادر ومراجع الكتاب التي استفاد منها المؤلف فهي كثيرة ومتنوعة، وهذا ما يبرز القيمة العلمية للكتاب حيث تميز بثراء المادة العلمية، والخصوبة المعرفية، التي ميزت فصول الكتاب ومباحثه.
وهذه المصادر والمراجع يمكن تصنيفها حسب العلوم والتخصصات، فمنها ما يرجع إلى علم التواريخ والسير، ككتب التواريخ عموما، وكتب السيرة النبوية خصوصا.
ومنها ما يرجع إلى علوم اللغة العربية وآدابها كالمعاجم اللغوية، والدواوين الشعرية، والمنظومات العلمية.
ومنها ما يرجع إلى علوم التفسير ككتب التفسير الكثيرة بأنواعها.
¥