الموفى في معرفة أسماء ونعوت المصطفى

ـ[رشيد الزات]ــــــــ[25 - عز وجلec-2010, مساء 02:56]ـ

قراءة في كتاب: "الموفى في معرفة أسماء ونعوت المصطفى"

تأليف: فضيلة العلامة الدكتور محمد خروبات حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فإن من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى ربه جل وعلا هو محبته لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، هذه المحبة التي لا تتمكن ولا ترسخ في قلب المؤمن إلا بدراسة سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذ بدراستها يقف المسلم على الجوانب العملية والأخلاقية والتربوية في حياته صلى الله عليه وسلم، وكل من درس السيرة النبوية بتجرد وإنصاف سواء كان مسلما أو غير مسلم لا شك أنه سيقف على جوانب شتى من الأخلاق الفاضلة، والصفات الجميلة، والخلال الجليلة، التي تميز بها شخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تجعل محبته تدخل القلب بلا استئذان.

لذلك عكف العلماء قديما وحديثا على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع اختلاف مناهجهم في ذلك. فمنهم من اعتنى بجمع الروايات دون النظر إلى درجتها من الصحة والضعف، كما هو الشأن في سيرة ابن إسحاق، ومنهم من اعتنى بجانب الدلائل كما صنع البيهقي وأبو نعيم في دلائل النبوة، ومنهم من اعتنى بجانب الخصائص، كما فعل السيوطي في الخصائص الكبرى، ومنهم اعتنى بقضية استنباط الدروس والعبر والعظات التي اشتملت عليها السيرة النبوية كما هو الشأن عند ابن القيم في زاد المعاد. ومنهم من اعتنى بدراسة أسمائه وصفاته ونعوته صلى الله عليه وسلم كما هو صنيع الإمام أبي الخطاب ابن دحية الكلبي الأندلسي في كتابه: (المستوفى في أسماء المصطفى).

ومن المعاصرين فضيلة العلامة الدكتور محمد خروبات حفظه الله في كتابه القيم:

"الموفى في معرفة أسماء ونعوت المصطفى" وهو الكتاب الذي سنحاول –بإذن الله تعالى- أن نعطي نبذة مختصرة عنه في هذه السطور.

والكتاب يتألف من مقدمة عامة، وخمس فصول، وخاتمة عامة.

وقد تناول المؤلف في مقدمته الكلام عن المعرفة الإسلامية مشيرا إلى أن هذه المعرفة تبدأ بالأسماء، "فهي أول ما يتعلمه الإنسان في حياته، وهي أول ما يعقله العقل".

ومن هذا المنطلق فإن "معرفة الله عز وجل تبدأ بمعرفة أسمائه، فمن غابت عنه أسماء الله الحسنى فقد غابت عنه معرفة ربه عز وجل".

و"كذلك نبيه محمد صلى الله عليه وسلم له أسماء سمي بها, القليل منها معروف، لكنه مهجور، وكثيرها غير معروف .. فالمعرفة الشاملة به صلى الله عليه وسلم لا تتحقق إلا بمعرفة أسمائه".

ولأهمية معرفة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ونعوته وأوصافه ألف هذا الكتاب، حرصا من مؤلفه حفظه الله على نشر المعرفة الإسلامية، ومساهمة منه في نصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم, إذ التعريف به وبنعوته وأوصافه وسيرته من أنجع الوسائل في نصرته، لا مجرد الشعارات التي لا ثمرة لها في الواقع.

وقد كان هذا الكتاب في الأصل أحد فصول كتاب المؤلف: (الأنوار البهية) وهو كتاب في السيرة النبوية، وهو الآن قيد الطبع، فرأى المؤلف بعد تطويله وتطويره أن يخرجه في كتاب مستقل سماه: (الموفى في معرفة أسماء ونعوت المصطفى). وهو الكتاب الذي بين أيدينا الآن.

وقد تعرض المؤلف أيضا في آخر مقدمته إلى نقطة مهمة وتتعلق بفائدة هذا البحث، فأشار إلى أنه أخرج هذا المصنف رغبة منه في "توسيع دائرة الاهتمام بالأسماء النبوية، والأوصاف والنعوت المصطفوية، وجعلها علما يؤخذ بأسبابه المنهجية، وفنا يستخلص بالطرق والأساليب المعرفية، ثم بالدفع بذلك كله في مجال الفهم العام، فما أحوج الناس إلى معرفة أسماء هذا النبي الكريم، ومعرفة أسمائه هو حق من حقوقه على أمته، وهي المدخل الأساس لمعرفة سيرته العطرة".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015