ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - عز وجلec-2010, صباحاً 01:51]ـ

إسهامات علماء المسلمين في اكتشاف العالم

- المسلمون واكتشاف أمريكا

كان للمسلمين السبق دائمًا في الاكتشافات البحرية، خاصة تلك الاكتشافات التي نسبت ظلمًا إلى علماء الغرب، والحقيقة الناصعة أنها من اكتشافات علماء المسلمين، وكان من أهم هذه الاكتشافات اكتشاف أمريكا، والذي يُعْزَى إلى كريستوفر كولومبوس 1 سنة (1492م)؛ فمنذ أعلن المسلمون كرويَّة الأرض، وأثبتوا ذلك بالبراهين الفلكيَّة والحسابيَّة، بدأت الإشارات تظهر في كتبهم إلى أنه لا بُدَّ من وجود جزرٍ معمورة في الوجه الآخر من الكرة الأرضية لم تُكتَشَف بعدُ، وقد بُنِيَتْ هذه النظرية على أنه ليس من المعقول أن يكون أحد سطحي الكرة يابسة بالكامل بينما يغطِّي الماء الجانب الآخر؛ لأنَّ هذا سيؤدِّي إلى اختلال توازن الأرض وانتظام دورانها2. وقد كان البيروني أول من أشار إلى هذه الحقيقة وبَشَّر بها في كُتُبه، وبناءً على هذه النظريَّة ابتدأتْ مغامرات الكشف الجغرافي التي جاء ذكرها في مخطوطات كبار الجغرافيين المسلمين، ومنهمالمسعودي 3 في كتابه (مروج الذهب)، و الادريسى في كتابه (نزهة المشتاق)، وغيرهما.

ويعضِّد ذلك ما ذكره العالم المؤرِّخ اللغوي الأب أنستاس الكرملي 4من أن المسلمين قد وصلوا أمريكا من لشبونة قبل كولومبوس بفضل معرفتهم لتيار الخليج الحار في الأطلسي، فيقول: "سَبَقَ العربُ سائرَ الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصِّه، وإلى حركته من المكسيك إلى أيرلندا وبالعكس"5.

خرائط محيي الدين الريس

إن أكثر الإشارات إبهارًا وإثارة للدهشة على اكتشاف المسلمين لأمريكا هي تلك الخريطة التي اكتشفها المستشرق الألماني بول كاله 6 في مكتبة (طوب كابي سراي) بإستانبول، ونشرها على العالم سنة (1929م)، بعد تحقيق علمي دُوَلِيٍّ استمرَّ عِدَّة سنوات، فقد حيَّرت هذه الخريطة العلماء وأذهلت العالم، وهي من تأليف جغرافي مسلم هو بيري ريس 7، واسمه الكامل محيي الدين بن محمد الريس، وكان أحد قادة البحرية في الأسطول العثماني الذي كان سيِّد البحار في تلك الآونة. وهذه الخريطة تنقسم في الواقع إلى عدَّة خرائط مفردة؛ فهي تبيِّن شرقي المحيط الأطلسي حيث السواحل الإسبانية والإفريقية الغربية، أما في غربي المحيط فأنت ترى القارة الأمريكية بسواحلها وجزرها وموانيها وحيواناتها، فضلاً عن سكانها الأصليين (الهنود الحمر) الذين يرسمهم عُراةً وهم يرعون الغنم.

ويذكر المستشرق كراتشكوفسكي في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي) تعليلاً لهذه الخريطة أنه لا بُدَّ أن يكون الريس قد بناها على أساس خرائط كولومبوس التي ربما تكون قد سقطت في يده عندما انتصر الأسطول التركي على أسطول البندقية سنة (1499م)، وأَسَرَ بعض سُفُنِه8 إلاَّ أن هذا الرأي يلقى معارضة من كثير من الباحثين؛ لأن الخريطة بها تفاصيل لأماكن لم يعرفها كولومبوس، ولم يكن اكتشفها، ولكن هؤلاء الباحثين لم يقدِّموا تعليلاً بديلاً يكشف سِرَّ هذه الخريطة الغامضة.

وممَّا هو جدير بالذكر أن صحف البرازيل نشرت في عام (1952م) تصريحًا للدكتور جغرز 9 أستاذ العلوم الأثرية الاجتماعية في جامعة ويتواترستراند في جمهورية إفريقيا الجنوبية، جاء فيه أن كتب التاريخ تخطئ عندما تنسب اكتشاف أمريكا إلى كريستوفر كولومبس؛ ذلك لأن العرب (المسلمين) في الواقع هم الذين اكتشفوها قبله بمئات السنين10. وقد اعتمدت دراسة الأستاذ المذكور، والتي دامت ستَّ سنوات، على دراسة للهياكل البشريَّة التي عُثر عليها في ولاية (غرنادة) البرازيلية11.

ب- اكتشاف القارة السادسة في القطب الجنوبي

المسجلين فقط يمكنهم مشاهدة الروابط

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015