وهو أول من جمع القرآن بين اللوحين، وأول من تقيأ ورعا عن المشتبهات في الدين، وأول من أعلن الجهاد على المرتدين، وفتحت في خلافته الحيرة ودومة الجندل والأنبار وعين التمر، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
وقد كان أبيض نحيفا، خفيف العارضين، معروق الوجه، ناتيء الجبهة، مشرف الوركين، جعد الشعر، يخضب بالحناء والكتم، تزوج أم رومان، وأسماء بنت عميس، وابنة خارجة، وخلف عبد الرحمن ومحمدا وعائشة وأسماء وأم كلثوم.
مات - رضي الله عنه -، وما ترك دينارا ولا درهما، وكانت وفاته يوم الإثنين من شهر جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة للهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، فغسلته زوجته أسماء، وصلى عليه عمر بن الخطاب –رضي الله عنه -، ودفن بجانب النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو ضجيعه في الدنيا والآخرة، من جهل فضله جهل السنة، ومن أذاه فقد آذى النبي – صلى الله عليه وسلم –.
واغيظ قلباه ممن يسمون بالرافضة؛ وهم قوم كذبة، ليس لهم نصيب في الإسلام، يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض، يقرضون عليا بما ليس فيه، ويسبون أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – ومواليه!.
وواضيق صدراه من يتعبد بسب العمرين، فيخسر حياته في الدارين!، ويا ندامة من يطعن على السلف الأول، وعليهم في فهم الدين المعول!.
تالله لو كان لي بهؤلاء الزنادقة الشتامين قوة لغزوتهم في عقر دارهم، ولقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وقلت: هذا جزاء من يسب صاحب رسول الله العتيق أبي بكر الصديق – رضي الله عنه –، وهو الذي كان يجبذ لسانه ويقول: «إن هذا أوردني الموارد»، ولكن ألسنة الرافضة في عرضه تطول وتتعاهد، وإلى محو آثاره تسعى وتتعاند، وبالسب له ولأنصاره تتعبد وتتزايد!، فبئس القوم هم، ونعم الرجل أبو بكر - رضي الله عنه -.
ولله در حسان بن ثابت - رضي الله عنه - حيث قال:
إذا تذكرتَ شجواً من أخي ثقة ... فاذكرْ أخاكَ أبا بكرٍ بما فعلا
التاليَ الثانيَ المحمودَ مشهدهُ ... وأولَ الناسِ طراً صدقَ الرسلا
والثانيَ اثنينِ في الغارِ المنيفِ وقدْ ... طافَ العَدُوُّ بهِ إذْ صَعَّدَ الجَبَلا
وكان حبَّ رسولِ اللهِ قد علموا ... من البَرِيّة لمْ يعدِلْ بهِ رَجُلا
خَيْرُ البَرِيّة ِ أتقاها وأرْأفُها ... بَعْدَ النبيّ وأوْفاها بما حَمَلا
عاش حَمِيداً لأمرِ اللَّهِ مُتَّبعاً ... بهَديِ صاحبِه الماضي وما انْتَقلا
اللهم اغفر لأبي بكر، وارفع درجته في عليين، واجعل له لسان صدق في الآخرين، وأذل الرافضة الملاعين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
وكتبه أبو طيبة
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[23 - عز وجلec-2010, صباحاً 01:03]ـ
قال الإمام عبد الله بن المبارك -رحمه الله -:
شغلي بقوم مضوا كانوا لنا سلفا * وللرسول مع الفرقان أعوانا
فما الدخول عليهم في الذي عملوا * بالطعن مني وقد فرطت عصيانا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا * ولا أسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله أشتمه * حتى ألبس تحت الترب أكفانا
ولا الزبير حواري الرسول ولا * أهدي لطلحة شتما عز أو هانا
ولا أقول علي في السحاب إذا * قد قلت والله ظلما ثم عدوانا
ولا أقول بقول الجهم إن له * قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من خليقته * رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تجبره * فرعون موسى ولا هامان طغيانا
لكن على ملة الإسلام ليس لنا * اسم سواه فداك الله سمانا
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا * بها هي العروة الوثقى لمن دانا