6) المجموعات البريديَّة عبر رسائل البريد الالكتروني، وقد يكون في المجموعة البريدية أكثر من ألف بريد الكتروني فخلال أقل من خمس دقائق تجمع المادة الدعوية، ثمَّ ترسل إلى من هم في القائمة البريديَّة، وينتفع بها الكثير، من عموم المسلمين، مع ضرورة التنبيه إلى أن يرسل الداعية مادة مهمَّة ومنقَّحة من الأخطاء ومراجعة من ناحية صحتها ودقة المعلومة فيها، حتى لا تكون من قبيل الرسائل المزعجة لمن يتفحَّصون بريدهم الالكتروني، فيكون مآلها الحذف، بدلاً من الانتفاع بها!

· تأثير الدعوة عبر طريقة الإنترنت ومدى انتشارها:

القاصي والداني، والعدو والمحب، والصغير والكبير، بات يعلم مدى التأثير الدعوي الذي قامت به شبكة الإنترنت في دعوة الناس ومحاورتهم بالتي هي أحسن، والتأثير عليهم، وخصوصاً أن الإنترنت عبارة عن وسيلة إرسال واستقبال ومحادثة ومصارحة، وهو يختلف كثيراً عن النمط التقليدي التلفزيوني فهو في الأعم الأغلب توجيه مباشر أو استقبال لِكَمٍ هائل من المعلومات دون تواصل دائم بين الطرفين، ولو تمَّت هذه العملية فإنَّها مكلفة كذلك فاتصال واحد على أحد العلماء أو الدعاة مكلف، بخلاف الإنترنت.

وهنالك نقطة مهمة في هذا الصدد يمكن ذكرها حول الدعوة الالكترونية، والتأثير الجيد على الناس من خلالها، وذلك بإمكانية توفير أجوبة خاصة للأسئلة المحرجة التي لا يمكن إجابتها على الإذاعة والتلفاز، فليس من شك أنَّ الإنترنت أحدث نقلة نوعية للإجابة عن الأسئلة الحرجة سواء أكانت أجوبة فقهية أم اجتماعية أو اخلاقية، واستطاع الدعاة فيه أن يتمددوا بين الناس ويعالجوا مشكلاتهم ويجذِّروا لديهم قناعة أنهم قادرون على إجابة أسئلتهم بشكل واضح، بعيدا عن الخجل، وذلك لأن السائل يطرح أسئلته بوضوح وصراحة، والمجيب عنها يجيبه بناء على صراحته معه، ولو تتبعنا كثيراً من مواقع الإنترنت التي اهتمت بالجانب الاستشاري والدعوي لوجدنا الشيء الكثير من هذه المواقع مثل موقع: (المسلم) وموقع (الإسلام اليوم) وموقع (إسلام أون لاين) وموقع (طريق السلف) وموقع: (الألوكة) وموقع: (المربي) وموقع: (الإسلام سؤال وجواب) وموقع: (الألوكة) وغيرها من المواقع الإسلامية الدعوية الجادة، ومن تصفح الاستشارات التي فيها فإنَّه واجد كثافة هائلة في الأسئلة الخاصة التي يسألها السائل وتكون الإجابة منشورة دون ذكر اسم السائل، فيستفيد منها السائل وغيره إن وقعت له مشكلة مماثلة، وتبقى مرجعاً للدعاة يمكنهم أن يرجعوا إلى عدد من الأجوبة لأسئلة تعترضهم من خلال عملهم الدعوي المباشر وغير المباشر.

ومن ناحية أخرى، فللداعية على الإنترنت تأثير جميل، من خلال دعوة الآخرين إلى الإسلام، وهدايتهم إلى دين الله، وهاك قصَّة تدلل على إبداع بعض الدعاة في مناقشات الإنترنت والتأثير الدعوي، فهذا يوسف كوهين، واسمه الآن: (يوسف خطَّاب) كان يحلم كغيره من الذين يعيشون خارج إسرائيل بالهجرة إليها والعيش في ظلال دولة الديمقراطية والقانون التي يروج لها حكام إسرائيل فقرر كوهين القدوم إلى إسرائيل عام 1998، حيث وصل وعائلته مباشرة إلى قطاع غزة، إلى مستوطنة "غادير" في مستوطنة "غوش قطيف"، إلا أنه ضاق ذرعا بالحياة في قطاع غزة التي لم تلائم ظروف عائلته حديثة العهد.

وانتقل للسكن في "نتيفوت" الواقعة في جنوب إسرائيل، وبدأ كوهين من هناك بإجراء أول اتصالاته مع مسلمين، وفي مرحلة معينة قام كوهين بمراسلة رجال دين مسلمين عبر الانترنت، وبدأ في قراءة القرآن باللغة الانجليزية، وكان يهوديًّا متشددًا وعضوًا في حركة شاس اليهودية المتعصبة، كما كان شديد الإعجاب بزعيم تلك الحركة يوسف عوفاديا.

أطلق على ابنه الأصغر اسم عوفاديا؛ إعجابًا بالحاخام المتطرف عوفاديا يوسف زعيم حركة شاس اليهودية المتطرفة، وألحق أبناءه بشبكة التعليم التوراتي، والتحق بالعمل في إدارة تابعة للقطاع الديني اليهودي.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015