وقال صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .. ) أخرجه مسلم.

وروى البخاري عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( .. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم) وفي رواية: (خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت).

· واجبات الداعية إلى الله قبل ولوجه لعالم الدعوة على الإنترنت:

يتوجَّب على الداعية قبل ولوجه لعالم الدعوة إلى الله عامة في الإنترنت أو في غيره، أن يخلص عمله لله تعالى وحده، وأن يكون عمله موافقاً ومطابقاً لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعلم ما يهمه من أمور دينه، وما لا يسع المسلم جهله، ويتخلَّق بأخلاق الدعاة إلى الله بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الناس بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وأن يكون لديه علم يدفع به الشبهات، وصبر يدفع به الشهوات، وأن يكون على مقدرة للدعوة، وعلى صلة دائمة بالكِتَابِ والعلماء، وألاَّ يتحدَّث فيما لا يعلم، وأن ينسب العلم إلى أهله، وأن يصبر على الأذى الذي سيلحقه من جرَّاء دعوته، مع ضرورة تلقي بعض الدورات التدريبيَّة في أساليب ووسائل الدعوة وخصائصها وآدابها، وأن يعرف طبيعة الجمهور الذي سيخاطبه حتى لا يتحدث في فراغ، وأن يدرك ضرورة الحديث عن الأهم قبل المهم ويكون لديه فقه للأولويات في مسائل الدعوة، مع مراعاة أدب الخلاف، والنزول عن الحق إن بان له ذلك، ومعرفة أساليب التواصل الحضاري الدعوي مع الناس، وأخيراً تحديد الوقت المخصَّص للدعوة إلى الله حتَّى لا يقطعه ذلك العمل الدعوي عن واجبات الأخرى في حق الله وأهل وأسرته وأقاربه.

· وسائل دعويَّة مفيدة من خلال الإنترنت:

لكل هدف وسائل موصلة إليه، وحبال وثيقة تكون سبباً لنيل وكسب الهدف المرتجى، ولعل من الوسائل الموجودة حاليا في الدعوة إلى الله من خلال الإنترنت:

1) إنشاء مواقع إنترنت جادة ومتميزة، أو الكتابة فيها، ولعلَّ من الأمثلة على ذلك بعض المواقع التي نفع الله بها ومنها موقع (صيد الفوائد) والذي استفاد منه عموم الناس صغاراً وكباراً، شيباً وشباباً، نساء ورجالاً، مع العلم أنَّ القائم على شأنه شخص واحد!! وكذلك موقع (طريق الإسلام)، وفيه طاقم عمل يعملون فيه لوجه الله تعالى ولا يبتغون الأجر إلاَّ من الله تعالى، وموقع: (الشبكة الإسلامية) وغيرها من المواقع الدعوية على الإنترنت.

2) المنتديات الإسلامية والتي تثور فيها عدد من المناقشات الفكرية والدعوية، وقد كانت في فترة ما منتديات عامة إسلامية حتَّى بتنا نرى منتديات متخصصة في نشر العلم مثل: (ملتقى أهل الحديث) و (ملتقى أهل التفسير) و (المجلس العلمي) و (ملتقى العقيدة والمذاهب المعاصرة) وغيرها من المنتديات النافعة والمهمة، والتي يمكن المشاركة فيها.

3) وسائل الدعوة عبر غرف البالتوك الدعوية فقد نفع الله بها نفعاً عظيما في تثبيت عقائد المسلمين، والمدافعة عن العقيدة الإسلامية النقيَّة، ومناقشة المذاهب المنحرفة والأديان الباطلة عبر هذه الغرف، فضلاً عن إسلام كثير من المداخلين والمشاركين فيها، واهتدائهم إلى صراط الله المستقيم بسبب دعوة الدعاة إلى الله.

4) غرف المحادثة الخاصة مثل برامج (المسنجر/المرسال) و (السكاي بي) و (التشات/ الدردشة) فالكثير ممَّن اغتنم هذه المحادثات فنفع الله به نفعاً كبيرا.

مع ضرورة التنبه إلى طبيعة المستخدمين لهذه الغرف، فلا ينصح باستخدامها أصالة وبداية للشخص الضعيف إيمانياً، أو الشاب المراهق غير المثقف والمحصَّن عقائدياً وفكرياً وسلوكيا، ولاستخدامها دعوياً شروط وضوابط لابدَّ من تطبيقها فلا يكون الأمر على علاَّته بدون ترشيد وتوجيه للداعية.

5) مواقع البث التي تنشر محاضرات وندوات ومؤتمرات عالمية وإسلامية لعدد من الشيوخ والدعاة والعلماء والمفكرين والمثقفين الإسلاميين، فمن يكون في المشرق يستمع لمن يكون في المغرب بل يمكنه توجيه الأسئلة إليه وإجابة ذلك العالم عنها، ومن المواقع المتميزة في ذلك موقع: (البث الإسلامي) حيث يوجد فيها مئات الدروس العلميَّة، والمحاضرات المنهجيَّة، والتي تفيد الداعية إلى الله فيما يشكل عليه في أمور دينه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015