علي بن أبي بكر محمد بن خلف المعافري ويعرف بابن القابسي. ولد يوم 6 رجب سنة 324هـ/936م وقرأ بالقيروان على جماعة من مشاهير محدّثيها وفقهائها مثل عبد اللّه بن أبي هاشم التجيبي والعسّال ودرّاس بن إسماعيل وغيرهم، وبمدينة تونس على أبي العباس عبد الله الإبيّاني وعليه كان أكثر اعتماده. ثمّ سافر إلى المشرق – رمضان سنة 352هـ - بقصد الحج وطلب العلم. وأقام في هذه الوجهة خمسة أعوام أدّى فيها فريضة الحج، وسمع الحديث بمكّة من أبي زيد المروزي وأبي الحسن النّيسابوري، وبمصر من حمزة بن محمد الكناني وغيرهم من علية محدّثي عصره. ثمّ عاد إلى القيروان – شعبان 357هـ، وتصدّر لتدريس الحديث والفقه فأخذ عنه خلق لا يعدّون كثرة من أبناء إفريقيّة والمغرب والأندلس من أشهرهم أبو عمران الفاسي.
قال عياض: "كان أبو الحسن واسع الرّواية عالما بالحديث وعلله ورجاله فقيها وصوليا متكلّما مؤلّفا مجيدا من الصالحين المتّقين الزّاهدين الخائفين. كان أعمى وهو مع ذلك من أصحّ النّاس كتبا وأجودهم ضبطا وتقييدا يضبط كتبه بين يديه ثقات أصحابه ثمّ قال: وكان أبو الحسن من الورعين سلك في كثير من أموره مسلك شيوخه من صلحاء فقهاء القيروان المتقلّلين من الدّنيا".
وكانت وفاته ليلة الاربعاء ودفن يوم الخميس لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة 403هـ وقبره بالقيروان فيما بين ماجل الأغالبة ومقبرة باب تونس. وأقيم عليه في الزّمان المتأخّر قبّة معروفة يقصدها الزوّار.
له عدّة تآليف أهمّها:
- الملخّص للمتحفّظين لما في الموطأ من الحديث المسند جمع فيه ما اتّصل به إسناده من حديث مالك بن أنس في الموطأ رواية ابن القاسم وجملة ما به 520 حديثا – وهو أشهر تآليفه في الحديث وأجلّها.
- الممهد (في الفقه وأحكام الدّيانة) قيل انه بلغ فيه إلى ستين جزءا ومات ولم يكمله.
- أحوال المتعلّمين وأحكام المعلّمين وهو في طريقة التعليم وكيف يجب تأديب الأطفال وأجور المعلّمين وما إليها.
عبد الله بن أبي زيد (310 - 386هـ/922 - 996م)
أبو محمد عبد الله بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي. ولد بالقيروان سنة 310 هـ / 922م. وأخذ عن أعلام عصره مثل أبي بكر بن اللبّاد وعبد الله بن مسرور الحجّام والإبيّاني والممّسي وأبي العرب.
ورحل فحجّ وسمع من إبن الأعرابي وابن المنذر، كما استجاز إمامي المالكيّة في المشرق: الأبهري وابن شعبان. أمّا تلاميذه فكثيرون في إفريقيّة والمغرب والأندلس.
كان ابن أبي زيد إمام المالكيّة في المغرب. وإليه كانت الرّحلة من البلدان يجمع إلى سعة العلم وبسطة الرّزق زهدا في الدّنيا وحبّا في الخير.
قال عنه القاضي عياض: "نجب أصحابه وكثر الآخذون عنه. وهو الذي لخّص المذهب وضمّ نشره، وذب عنه. وملأت البلاد تواليفه، عارض كثير من النّاس أكثرها فلم يبلغوا مداه مع فضل السّبق، وعرف قدره الأكابر". توفّي سنة 386هـ/996م بداره بالقيروان وهي الآن مزار من مزارات المدينة.
له عدّة تآليف أهمّها:
- الرّسالة: وهي متن فقهيّ جامع، فصيح العبارة، جميل السبك، بديع العرض. ولهذا التأليف مخطوطات عديدة في أكثر مكتبات العالم العامّة.
- النّوادر والزّيادات على ما في المدوّنة وغيرها من الأمّهات.
- مختصر المدوّنة، يحتوي على خمسين ألف مسألة كما يقول ابن النّديم
- (الفهرسة 253).
- تهذيب العتبية (وتسمّى أيضا المستخرجة من الأسمعة ممّا ليس في المدوّنة) لمحمّد بن أحمد العتبي المتوفّى سنة 255هـ. أبو علي الحسن بن رشيق (390 - 456هـ/1000 - 1064م)
ولد بالمسيلة سنة 390هـ، وكان مولعا بالأدب وقول الشعر وقدم القيروان سنة 406هـ. وكان أول اتصاله بالبلاط الصنهاجي سنة 410 ولم يمض وقت طويل حتى أصبح من شعراء البلاط البارزين.
ولم يدم طيب العيش وهنائه بابن رشيق ومدينته القيروان، فقد دهمهم من البلاء والخراب على يد أعراب بني هلال وبني سليم، وخرج ابن رشيق صحبة المعز وحاشيته إلى المهدية لمناعتها ولم يطل مقامه بها. ثم عاد إلى المهدية إلى أن أدركته المنية.
له العديد من المؤلفات أهمها:
- العمدة في محاسن الشعر وآدابه: وهو كتاب عني عن التعريف، ألفه برسم أحد أركان دولة المعز الصنهاجي أبي الحسن علي بن أبي الرجال الشيباني (توفي بعد سنة 431هـ) وذلك بعد سنة 422هـ.
¥