, ودرس شيئاً من العلوم على يد الشيخان مأمون , وعبدالقادرآل بري , كشرح كنزالدقائق , وبعض فقه الإمام أبي حنيفة , والتحق بحلقة العلامة الشيخ يحيى دفتردار , احد خطباء مسجد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم البلغاء ,وكل هولاء المشايخ المدنيين ترجمنهم في اعلامنا فاصبح السيد أحمد الجزائري من نوابغ طلبة العلم الدارسين في المسجد النبوي , وفي تلك الفترة كانت وفاة أخيه الأكبر السيد محمد سعيد الذي كان له الأثر الأكبر في حياته , فقد كان السيد محمد سعيد رحمه الله حريصاً أن يرى أخيه أحمد متصدراً للتدريس في المسجد النبوي الشريف , ولكنه وفاه الأجل المحتوم , فعزم السيد أحمد بعد وفاة أخيه على السفر إلى الجامع الأزهر بمصر , وألتقى هناك بكبار علمائه أمثال الشيخ عليش , والشيخ طه الديناري عالم الأزهر الشهير , وأخذ من الشيخ الديناري الكثير الكثير , ثم ألتقى بالشيخ محمد عبده , وأخذ منه بعض علوم التفسير , ثم درس الفقه الحنفي وأستوعبه , وبقى في الأزهر عدة سنوات يأخذ العلوم وينهل منها ,ويطوف في رواقاته , حتى سمحوا له بالعودة وهو محمل بالإجازات من المشيخة.

عودته للمدينة

عاد السيد أحمد للمدينة , وفي جعبته الكثير, وعلى الرغم من صغر سنه , إلا أنه أستطاع أن ينهل الكثير من العلوم , فالتف حوله حوله طلبة العلم بالمسجد النبوي , واستمع له العلماء , وقرروا أن ينصبوا اسمه ضمن قائمة المدرسين بالمسجد النبوي الشريف.

تصدره للتدريس بالمسجد النبوي الشريف

اصدر العلماء بيانهم بموافقة الدول العثملنية العلية , بأن تضاف حلقة إلى حلقات المسجد النبوي , وهي حلقة الشيخ السيد أحمد بن أحمد الجزائرلي , فأخد يدرس علوم الفقه , والحديث , والتفسير , وبلغ علمه وعُرف قدره بين الناس , فأصبحت ترد إليه الفتاوى من البلاد الإسلامية , فيجيب عليها إجابة زاكي عارف عالماً بالعلوم على شتى المذاهب المشتهرة , وسمع به مفتي السادة الأحناف الشيخ محمد بالي المدني , فطلب مجالسته وسمع منه وقربه إليه , وأجازة بإجازة مكتوبة بخط يده ومؤرخة في عام 1301هـ , وقد شهد الشيخ البالي , للسيد أحمد بالعلم , وكان السيد أحمد في مجلس الفتوى الأعلى , يستخرج النصوص ,ويسلمها للبالي للاستدلال بها على حل القضايا , وفي تلك الفترة وافة المنية الشيخ محمد البالي , وارتقى منصب الأفتاء الشيخ عمر البري جد الشيخ عمر بن إبراهيم البري الذي ترجمنا له في كتابنا أعلام من أرض النبوة الجزء الأول.

من المدينة المنورة إلى دار الخلافة العثمانية

بعد وفاة الشيخ محمد بالي , قرر السيد أحمد الجزائري , أن يتوجه إلى دار الخلافة , وكانت الآستانه حينئذ , وجهة الذين نصبوا نفوسهم إلى الرفعة والمجد ومحط رحال الأفاضل من العلماء و والسيد أحمد الجزائري مالكي المذهب , ومتبحر فيه , والبري عالماً متبحراً حنفياً ومن بيت علم مدني عريق له في الافتاء حظوه , فقرر السيد أحمد التوجه إلى الآستانة , لأمر كان يرى وجوب حصوله , فرحل سنة 1310هـ , وهو صاحب مكانة دينية وعلمية تؤهله , لمقابلة كبار رجال العلم والقرار هناك , فالتقى بشيخ الأسلام وبواسطتة ادخل إلى سراي يلدز على السلطان العثماني عبدالحميد وبرفقته شيخ الأسلام , فأخذ الوزير الديني يترجم للسلطان عن مكانة هذا الزائر الغريب , وقال السيد أحمد , إن الإمام مالك إمام دار الهجرة , وأنا على مذهبه , فأعجب السلطان بعلم وجراءة السيد أحمد , وفراسة السلطان جعلته يعرف مبتغى السيد أحمد , فأمر بتيعنه إماماً للمقام المالكي سنة 1310هـ.

السيد أحمد بن أحمد الأول مفتي المالكية بالمدينة

صدر الفرمان العثماني ,بتعين السيد أحمد مفتي للمالكية , وهو منصب يفتي فيه المفتي , والملقب بمفتي السادة المالكية , على مذهب إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله , وكان لكل مذهب من المذاهب مفتيه الخاص حتى يكون مرجعاً للحاكم والقضايا , وعلى الرغم من تعين الشيخ أحمد مفتياً للمالكية , وكثرت أعماله , إلا أنه كان يعقد درساً في بيته يدرس فيه الفقه المالكي , أضافة إلى دروسه في المسجد النبوي , فاشتهر أمره وذاع صيته.

رحيله للعلا ووفاته

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015