المعذرة للتطفل , لكن لي تعقيب , وخاصة على كلام الشيخ بشير كاشة رحمه الله حياً وميتاً , فكلام الشيخ غفر الله له , يوهم القارى أن السيد عبدالقادر , هو من هاجر إلى المدينة , ثم حصل على الجنسية السعودية , فكيف ذلك ووالده السيد أحمد ولد في المدينة سنة 1266هـ , وولد هو سنة 1316هـ , كما حقق ذلك الشريف أنس , أي في عهد الخلافة العثمانية , أي قبل أن يعرف شيء اسمه الجنسية السعودية , فرايت لزاماً علي أن ابين الحقائق , وأوضح الأمور.

وكنت قد نشرت ترجمة للقاضي السيد عبدالقادر في أحدى المواقع , وهي ترجمة من التراجم المخطوطة التي زودني بها أخي نسابة المدينة الشريف أنس , وكنت قد اختصرت الترجمة واقتطفت منها ترجمة الشيخ عبدالقادر , حيث كانت ترجمة طويلة ترجم فيها الشريف أنس لجد ووالد السيد عبد القادر , واليوم أعيد نشرها كاملة , وعلى الله التكلان , قال الشريف أنس:

هو السيد عبدالقادر بن أحمد بن أحمد الجزائري

تعود بي الذاكرة لاكثر من ربع قرن حينما كنت طفلاً الهو والعب في حارات المدينة وكنا نسكن في محلة قباء الشهيرة وبجوارنا الكثير من أسر وعوائل المدينة كالطرابيشي وزاهد والخياري والعشقي والجزائري والكردي والخيمي وبافقيه , ففي عصر كل يوم وقبل صلاة المغرب ونحن نلعب يخرج من بيت الجزائري رجلاً قد بلغ العقد الثامن من عمره يرتدي الثوب الأبيض والعمامة البيضاء ولاأعرفه إلا متكئاً على عكاز جميل المطلع له لحية كثة يرتدي نظارة طبية قد ضعف بصرة فأذا هو السيد عبدالقادر الجزائري القاضي بمحكمة المدينة يخرج من بيته قاصداً المسجد لصلاة المغرب ويمر من بيننا ونحن نتوقف عن اللعب إجلالاً لهيبة ذلك الشيخ الكبير.

مولدة ونشأته وأسرته

ولد السيد عبدالقادر بالمدينة المنورة سنة 1316هـ , فقد نشأ في بيت العلم والفتوى , فهو الأبن الوحيد لوالده السيد أحمد بن أحمد الجزائرلي مفتي المالكية بالمدينة آنذاك , والحديث يجرنا للحديث عن أسرة السيد عبدالقادر , فقد عرفت هذه الأسرة قديماً بالجزائرلي , وهي أسرة أجتمع فيها شرف العلم وشرف النسب , فهي حسنية النسبة يعود نسبها إلى السيد إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ,وانتشرت هذه الأسرة في العالم العربي قبل خروجها من الحجاز , فرحلت إلى الجزائر وبلاد الشام , ففي الجزائر يعرفون بأسرة الأمير لأن أمارة البلد كانت في أسلافهم.

والده العلامة السيد أحمد بن أحمد بن عبدالقادر الجزائري , بقية الفضلاء الفخام وعمدة النبلاء العظام , قال عنه الدفتردار: كان يلبس العمامة والجبة البيضاء , وهو ابيض اللون بيضوي الوجه , له لحية خفيفة مستديرة , وعينان عسليتان , مربوع القامة في جسمة التفاف.

ووالد والده (جده): هو الشيخ أحمد الأول من بيت عريق اصيل جذوره هاشمية قرشية كان لهذا البيت شان في نقابة السادة الاشراف بالمدينة وهم أحد رموزها.

هاجر جده أحمد الأول من الجزائر سنة 1260هـ هرباً من وجه الأستعمار الفرنسي الطاغي , ومعه زوجه وولداه: محمد سعيد , وعلي , ودخل المدينة النبوية الشريفة يحمل في جعبته علمه , وفي المسجد النبوي تصدر للتدريس , فعقد حلقته لتدريس الفقة على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله , ولم يعمر طويلاً فكان وصوله المدينة وجاوز الستين من العمر على ما علمنا , وتعب الشيخ احمد الأول في أوائل سنة 1266هـ , وكانت وفاته بها , ودفن في البقيع , وترك زوجه حاملاً فولدت له ولداً بعد اشهر من وفاته, فقرر شقيقه الأكبر محمد سعيد أن يسميه أحمد على اسم والده.

نعود للسيد أحمد بن أحمد الأول:

نشأته

ولد السيد أحمد كما أسلفنا بعد وفاة والده وذلك في سنة 1266 هـ , فقام بتربيته أخويه: محمد سعيد , وعلي , فأهتما به , وأخذ يحفظ المتون على يد شقيقيه السيد محمد سعيد , والسيد علي , ثم ألتحق بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف , حيث في تلك الفتره , لم يكن الألتحاق بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف بالأمر السهل , فقد احتوى المسجد على كبار العلماء , فلا يحدث التلقي إلا بعد معرفة تامة بمبادي العلوم , فالتحق بحلقة الشيخ إبراهيم الأسكوبي (شاعر المدينة) , فدرس عليه علوم الأدب واللغة , ثم ألتحق بحلقة العلامة الشيخ عبدالجليل برادة

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015