فأجاب الغلام: بنو طي.
فسأله الحجاج: ولم ذلك؟
فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم.
فقال الحجاج: فمن أشرف العرب؟
قال الغلام: بنو مضر.
فقال الحجاج: ولم ذلك؟
فقال الغلام: لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج: فمن أشجع العرب؟
فقال الغلام: بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم.
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً؟
فقال الغلام: بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب
فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً؛؛
وقال الحجاج: أين تركت الإبل ذات القرون؟
فقال الغلام: تركتها ترعى أوراق الصوّان.
فصاح الحجاج به قائلاً: يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟
فقال الغلام: وهل للإبل قرون؟
فقال الحجاج: هل حفظت القرآن؟
فقال الغلام: هل القرآن هارب منى حتى أحفظه.
فسأله الحجاج: هل جمعت القرآن؟
فقال الغلام: وهل هو متفرق حتى أجمعه؟
فقال له الحجاج: أما فهمت سؤالي.
فأجابه الغلام: ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج: فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟
وآية أعدل؟ وآية أخوف؟ وآية أرجى؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟
وآية صدق فيها اليهود والنصارى؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟
و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس؟؟؟
فقال الغلام: أما أعظم آية فهي آية الكرسي
وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم
وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها
وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب
وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت
النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا النار
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فل يتوكل المؤمنون
وآية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
و أية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور
وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
فقال الحجاج: أخبرني عمّن خُلِقَ من الهواء؟ ومن حُفِظَ بالهواء؟ ومن هَلِكَ بالهواء؟
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حُفِظ َبالهواء سيدنا سليمان بن داود
عليهما السلام؛ وأما الذي هَلَكَ بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلِقَ من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟ والذي هلك بالخشب؟
فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الخشب هي الحية خُلِقت من عصا موسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء؟ ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟
فقال الغلام: الذي خُلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛
والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟
فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها؟
فقال الغلام: أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ...
¥