ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 11:43]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
يبدو أنك فهمت كلامي على غير وجهه، فلا يمكن أن ينكر أحد بلاغة الآيات والحكمة والمناسبات؛ وهذا واضح في كلامي بلا تأمل.
وإنما المقصود أن الكلام في المناسبات لا يصلح حجة في المناظرات؛ لأن كل مخالف يدعي أن ما يقوله هو المناسب، فعاد القول إلى الاحتجاج من خارج، وهو المطلوب.
فإذا سلم الخصم أن المطلوب (كذا وكذا) فحينئذ ينظر في استنباط المناسبة والحكمة.
وهؤلاء يناظرون في الأصول التي يكاد يتفق عليها.
ومعرفة وقوع النسخ في الشرع أوضح بكثير من معرفة هذه المناسبات، فصار الاستدلال عليهم بجنسها من باب الاستدلال بالخفي على الجلي، فلهذا عدلتُ إلى الدلائل العقلية الواضحة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
أحرجتموني كثيرا يا شيخنا الفاضل بمثل هذا التشييخ في نداءاتكم. . فلست بذاك كما علمت.
وبالنسبة للفهم، فقد فهمته على وجهه، إلا أنني مقصر جدا في التعبير.
وعلى كل حال. . الذي أريده من كلامي السابق شيئان:
(1) الاعتراض على قولكم إن باب المناسبات "لا يصلح في المناقشات والمناظرات". فإن أردتم أنه لا يصلح وحده لبناء قول مؤسس عليها الولاء والبراء، فهذا مسلم لكم. لكن إن أريد به أنه لا فائدة من ذكره في ردنا على أهل البدع والمنكر، فهذا غير مسلم. بل ينبغي أن نجيب على جميع شبهات المبطلين - بقدر الإمكان - بحيث لا يبق لهم في طعن السنة مطمع ولا مذهب. وعلى هذا عمل أكثر الأئمة الأجلاء في كتبهم ومناظراتهم.
(2) ذكر هذه المناقشة حول النسخ والمنسوخ انطلاقا من تلك الآية، تجرنا - ضروريا - إلى التسائل عن "مدى مناسبة ذكره تعالى هذا بجانب هذا؟ ". وهذا سؤال المسترشد المتعلم - بعيدا عن إرادة الطعن في الشريعة أو التشكيك فيها. يعنى نفترض أن منكري النسخ معدومو الوجود، فهل ثَمّ مانع من أن نتدارس المناسبات في مثل هذه الآيات - وهي من المناسبات الخفية عند بعض الناس أو كثير منهم (وعلى الأخص طلبة العلم المعاصرين)؟؟
أرجوا أن قد اتضح مرادي - وكمان بمثل هذا التعبير القاصر.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 01:22]ـ
خامسا: الأحكام الشرعية يستلزم الأحكام الجزائية. ولهذا المجموع، ناسب جدا أن تذكر عنده القدرة الإلهية الشاملة. فالمطيع للأحكام الشرعية، يقدر الله تعالى أن يسعده بقدرته وحكمته؛ والعاصي لأوامر اللهه الشرعية، يقدر الله أن يعذبه بعدله وعزته. قال تعالى في القرآن الكريم:
- {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير}، وهذا في تشريع القبلة مع الإشارة إلى الحساب والجزاء - والله أعلم.
- وقال تعالى: {يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}، وهذا في طاعة الأمر على لسان رسل الله تعالى وعصيانه، مع الإشارة إلى عواقب ذلك.
- وقال تعالى: {الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير}، وهذا في الأحكام الجزائية المتضمن للأحكام الشرعية.
- وقال تعالى: {واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير}، وهذا واضح أنه في الأحكام الشرعية مع الأحكام الجزائية الكونية.
- وقال تعالى: {الا تنفروا يعذبكم عذابا اليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا فيهما.
- وقال تعالى: {ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى ياتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير}، وهذا أيضا واضح جدا.
فسياق الآية وسباقها ولحاقها - في المصحف - إنما يدل على هذا وهذا. فلنتدبر الآيات مرة أخرى:
¥