و خلو كتابه عن الأحاديث المختلقة بالأسانيد المستقيمة المركبة عليها = هذه وحدها تحسِّنُ جدا من حاله، وما أفعلُ بمعرفة حاله إذَا كانت مروياتُه بين أيدينا ويمكن النظَر فيها، واعتبارُها بغيرها!.

ثالثا: إن الأزرقي الحفيد لم يخل من عبارات مشعرة بالثناء عليه، كقول السمعاني في الأنساب 1/ 184 «وقد أحسن في تصنيف ذلك الكتاب غاية الإحسان»؛ وإن لم تكن كافية.

و قد عدَّه شيخُ الإسلام في «الصارم المسلول» 2/ 303 و 304 من أهل العلم بالسيرة، ومن جملة العلماء كما في «اقتضاء الصراط» 2/ 649، وأكثر من العزو إليه في كتاب الحج من «شرح العمدة»، واستدل بأثر رواه في «الفتاوى المصرية» 4/ 413.

رابعا: قد عده الشيخ الألباني من المستورين، فقال: «ولم نجد له ترجمة مع كثرة البحث في شيء من المصادر المعروفة المطبوعة والمخطوطة إلا قول السمعاني، وإلا قول كاتب النسخة الأولى الآتية؛ فإنه قال في أول الكتاب بعد البسملة: قال الحافظ المتقن أبو الوليد الأزرقي رحمه الله؛ لكني لم أعرف منزلة الكاتب في العلم حتى يوثق بتوثيقه، لا سيما مع عدم ورود مثله في شيء من كتب أهل العلم، ولذلك فإني أعتبر المؤلف في حكم المستورين عند المحدثين الذين يستأنس بحديثهم ولا يحتج به .. » (المنتخب من مخطوطات الحديث بالظاهرية ص 304/ 1075/805).

قلت: كاتب النسخة المشار إليه، هو: عبد الرحمن بن ديلم بن محمد بن إبراهيم بن شيبة، وكتب النسخة سنة 532 هـ.

أقول: لم أقف له على ترجمة بعد بحث؛ لكني وقفت فيما أظن على أحد أحفاده، وهو دال على وجود الأصل!

رابعا: يمكن تقسيم كتاب الأزرقي الحفيد، إلى ثلاثة أقسام:

قسم رواه عن جده، وهو فيما يظهر لي روايةُ كتاب كما سبق شرحه، وهو القسم الأكبر في كتابه، والحفيد في مثل هذا مأمون؛ إذ هو إلى الصدق والعدالة أقرب، وما أشك في كونه مأمونا من الخطأ في الرواية من كتاب جده.

والثاني: ما رواه من غير طريق جده، وهو قسم لا بأس به.

والثاني: زيادات الخزاعي عليهما.

فيبقى النظر في كتابه فقط فيما رواه من غير طريق جده، وفيما انفرد به فقط لا ما توبع عليه، والله أعلم.

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - عز وجلec-2006, مساء 02:24]ـ

أخي الشيخ الفاضل .. أبوتيمية .. وفقه الله

بارك الله فيكم ونفع بنا وبكم

ـ[الحمادي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2006, مساء 04:19]ـ

بارك الله فيكم جميعاً ونفع بهذه الجهود

وشكرٌ خاص للشيخ الكريم أبي تيمية على التحقيق الذي أفاد به؛ والقرائن التي أوردها في تقوية مرويات الفاكهي والأزرقي.

ـ[أبوعلي النوحي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2006, مساء 10:54]ـ

الأخ أبا علي النوحي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لعلك تراجع قولك: (قد وصف الحافظ ابن حجر الفاكهي بقوله (شيخ شيوخنا) في الفتح 2/ 500)، فإنه يستحيل أن يكون الفاكهي شيخًا لشيوخ الحافظ ابن حجر، فالمفازة طويلة تنقطع فيها أعناق الْمَطِيِّ بارك الله فيك، فلابد أن يكون هذا فاكهيًّا غير صاحب "أخبار مكة"، ودمت سالمًا.

جزاك الله خيرا على تنبيهك

بالفعل بينهما مفاوز المفاوز فلعله أخر

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - عز وجلec-2006, صباحاً 06:43]ـ

لعلك تراجع قولك: (قد وصف الحافظ ابن حجر الفاكهي بقوله (شيخ شيوخنا) في الفتح 2/ 500)، فإنه يستحيل أن يكون الفاكهي شيخًا لشيوخ الحافظ ابن حجر، فالمفازة طويلة تنقطع فيها أعناق الْمَطِيِّ بارك الله فيك، فلابد أن يكون هذا فاكهيًّا غير صاحب "أخبار مكة"، ودمت سالمًا.

الذي عناه الحافظ هو:

عمر بن علي بن سالم بن صدقة اللخمي الاسكندري تاج الدين الفاكهاني ويقال: الفاكهي صاحب كتاب "رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام".

وقد نقل عنه الحافظ في الفتح في مواضع.

والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015