* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنهاج (4/ 97 - 98): (( ... فهذا الرجل يذكر في مصنَّفاته أنواعاً من الغثِّ والسمين، ويحتجُّ في أغراضه بأحاديث كثيرةٍ ضعيفةٍ وموضوعة.
وكان يصنِّفُ بحسبِ مقاصد الناس، يصنِّف للشيعة ما يناسبهم، ليعوِّضوه بذلك.
ويصنِّف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك، لينال بذلك أغراضه.
فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟
قال: في أي مدينةٍ؟
ولهذا يوجدُ في كتبه ثلبُ الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم؛ لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة.
ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم)).
/// قال الإمام الذَّهبي في الميزان (4/ 471): «يوسف بن قزغلي، الواعظ المؤرِّخ، شمس الدِّين، أبو المظفَّر، سبط ابن الجوزي.
روى عن جدِّه وطائفة، وألَّف كتاب مرآة الزَّمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقةٍ فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنَّه ترفَّض، وله مؤلَّف في ذلك، نسأل الله العافية.
مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق.
قال الشيخ محيي الدين اليونيني: لما بلغ جدِّي موت سبط ابن الجوزى قال: لا رحمه الله، كان رافضيًّا.
قلت: كان بارعًا في الوعظ ومدرِّسًا للحنفيَّة».
/// قال الحافظ ابن حجر في اللِّسان (8/ 565): «وقد عظَّم شأن مرآة الزَّمان القطب اليونيني فقال في الذَّيل الذي كتبه بعدها بعد أن ذكر التواريخ قال: فرأيت أجمعها مقصداً وأعذبها موردًا وأحسنها بيانًا وأصحها روايةً، تكاد جنة ثمرها تكون عياناً = مرآة الزمان,
وقال في ترجمته: كان له القبول التَّام عند الخاص والعام، من أبناء الدنيا وأبناء الآخرة.
ولما ذكر أنَّه تحول حنفيًّا لأجل المعظَّم عيسى قال: إنَّه كان يعظِّم الإمام أحمد، ويتغالى فيه، وعندي أنَّه لم ينقل عن مذهبه إلَّا في الصُّورة الظَّاهرة ..
وقد اتَّهمه الحافظ زين الدِّين ابن رجب ..
قال ابن رجب: وأبوالمظفَّر [يعني المترجَمِ له] ليس بحُجَّةٍ فيما ينقله».
/// قلت: كلام ابن رجب في الذيل على الطبقات (1/ 446).